شيعت جنازة الفنان رابح درياسة بمقبرة سيدي حلو، بوسط البليدة بحضور وجوه فنية وإعلامية وإطارات في الثقافة، كما حضرت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال إلى منزل المرحوم لتقديم واجب العزاء.
وكتب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي السابق على صفحته الفيسبوكية: “وداعًا أخي وصديقي الفنان المبدع والمثقف الأستاذ الحاج رابح درياسة. ترحل عنا في هذا اليوم المبارك، الجمعة، في صمت، لكن إرثكَ الفنيّ المتميّز ورصيدك الثري بالأعمال التي رسّخت فيها القيم الثقافية الوطنية سيبقى خالدا ومُلهما للأجيال. لقد منحتَ بحسّك العبقريّ الأصيل وبإيقاعاتك الجميلة الفنّ والتراث الجزائري بُعدًا عربيا وعالميا، وجعلتَ الملايين شرقًا وغربًا يرددون روائعكَ الراقيّة.. عليكَ رحمة الله أيها الفنان الأصيل التفرّد. فنان الوحدة الوطنيّة. أمام هذه الفقْدِ والخسارة الكبيرة، أدعو الله العلي القدير أن يتغمد روح الحاج رابح بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهُ وذويه جميل الصبر والسلوان”.
أما الروائية أحلام مستغانمي فكتبت قائلة: “غادرنا أسطورة الفن الجزائري الفنان رابح درياسة المبدع الشامل، شاعر ومغنٍ ومؤلف موسيقي… آخر عمالقة الزمن الجزائري الجميل، صاحب أغنية “يحيا أولاد بلادي” و”نجمة قطبية” والذي ساهم في تشكيل وجداننا القومي بعد الإستقلال، بما قدم من أغان سعى من خلالها لتقوية اللحمة الوطنية بين مختلف المناطق في الجزائر، ومحاربة الجهويّة.
وأضافت: “كنت محظوظة بلقاء الراحل الكبير في 2017 في مناسبة نظمها الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف، لمحاربة قرصنة الأعمال الإبداعية. وأذكر أنّه كان عاتبا على الدولة وعلى السلطات الثقافية، ويشعر بمرارة بسبب الإهمال الذي عانى منه منذ انسحابه من الساحة الفنية. كنا معظم وقت الاحتفالية معا، كان أنيقا كعادته، مكابرا، مدركا لمقامه، رفض الإدلاء بأي تصريح”.
وعلق الكاتب رابح خدوسي قائلا: “رحيل صوت الجزائر الجميل، وفنان الشعب الكبير…رابح درياسة بلبل مدينة الورود وعندليب الجزائر يسافر دون وداع… غنى للجزائر فأطربها، رسم، كتب شعرا،لحّن… كان مدرسة فنية وأخلاقية متكاملة… تربت الأجيال على فنّه إذ حفظت أغانيه الأصيلة الهادفة الملتزمة وردّدتها في الأعراس والملاعب والمدارس…كان محبوب الجميع : العجائز والشيوخ والشباب والنساء وحتى الأطفال.. ثم غاب أو غيّب صوته بعدما حلّت الرداءة في الإذاعة والتلفزيون التي فسحت المجال للفن الهابط فأفسدت ذوق الشباب وأدخلته في دوامة العنف السلوكي… تمنيت أن يطالع كتابي القادم حول “تاريخ وثقافة مدينته البليدة” لكنني تأخرت والموت جاء في موعده..
صبرينة ك