السبت , مايو 18 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / اقتراب موعد الإمتحانات والعودة إلى المدارس :
الضغوط النفسية.. هاجس التلاميذ

اقتراب موعد الإمتحانات والعودة إلى المدارس :
الضغوط النفسية.. هاجس التلاميذ

يحضر التلاميذ أنفسهم للعودة إلى مقاعد الدراسة في ظروف استثنائية، في ظل انتشار جائحة كورونا، وسط مخاوف من “الضغوط النفسية”، جراء اقتراب موعد الإمتحانات، ما يجعل الوزارة الوصية والأولياء على حد سواء أمام امتحان صعب وهو تحضير الأبناء لإجتياز الإمتحانات والعودة للمدارس بنجاح ودون تأثيرات نفسية على تركيزهم.

التحضير لـ” البيام” و”البكالوريا” في ظروف استثنائية
يُحضر التلاميذ المقبلون على الإمتحانات النهائية “البيام” و”البكالوريا” أنفسهم في ظروف استثنائية خيمت عليها جائحة كورونا، وبالرغم من الحجر الصحي وما ميز هذه السنة من توقف طويل عن الدراسة إلا أن التلاميذ أبدوا استعدادهم لخوض الإمتحانات وهو ما لاحظته – الجزائر- خلال تتبعها للصفحات الخاصة بالمقبلين على البكالوريا بمواقع التواصل الإجتماعي “الفاييسبوك”، ومن جانبهم يتخوف الأولياء على أبنائهم من الضغوطات النفسية، جراء إقتراب موعد الإمتحانات ما يجعلهم هم أيضا تحت رحمة ضغوط “الإمتحانات المصيرية”.

المختص في علم النّفس، أحمد قوراية:
“لا بدّ من إعطاء أهمية بالغة لنفسية التلاميذ في ظل انتشار كورونا”
دعا المختص في علم النفس، أحمد قوراية، لإعطاء أهمية كبيرة لنفسية التلاميذ في ظل إنتشار جائحة كورونا.
وأوضح قوراية في تصريح لـ”الجزائر” أنه “لا جدال بأن الحالة النفسية للتلاميذ تنتابها بعض من الرعب النفسي والخوف الشديد الذي يصل في الكثير من الأحيان ليتحول إلى مرض فوبيا الذي يعيق القدرات النفسية والعقلية عند بعض التلاميذ مع الدخول الاجتماعي إلى عدة عوامل منها المعاناة الخوف داخل المؤسسة التربوية أو خارجها من تهديدات الإصابة بمرض كوفيد “.
وأشار المختص في علم النفس إلى ما أسماه بـ”تحديد لحرية التلميذ في كل الجوانب بدأ من الترفيه النفسي مع زملائه وصولا إلي نقص التركيز والاهتمام بالتحصيل الدراسي وهذا قد يغير من قدرة التلاميذ على الاستيعاب والفهم الدراسي وقد يتحول تركيزه نحو كيفية التوقي والحذر أو حول الخوف والرعب النفسي رغم أنه تنعم براحة العطلة غير العادية التي تعود فيها التلميذ بشكل مبالغ فيه على الراحة والترفيه والرحلات والاصطياف والارتباط بالأنترنت والتنفيس تجعل التلاميذ يستصعبون داخل نفسيتهم الالتحاق بالدراسة لشعورهم بالخوف والرعب النفسي”.
وقال قوراية إن الخوف “تختلف شدته الفروق الفردية بين التلاميذ بين الأنثى والذكر وبين عامل الفرق في السن وبين الشخصية الوراثية بين التلاميذ مما قد يصاب بعض منهم بالأزمة الصدمة أو بالمقاومة النفسية المفاجئة لبعض الآخر التي لا يستطيع التلاميذ تبيانها أو البوح بها بل تظهر بعض المؤشرات الأولية والسلوكية من خلال معاناة داخلية في نفسية التلاميذ”، وحذر بهذا الخصوص من التهويل ما قد يولد – حسبه – التسرب المدرسي وهروب التلميذ نحو الانحراف.

الالتزام بالإجراءات الوقاية.. التحدي الأكبر
بعد قرابة ستة أشهر من التوقف عن الدراسة والنشاط التربوي فرضه الوضع الوبائي، عاد المدرسون إلى المدارس، على الرغم من أن الوباء لا يزال بعيدًا عن الاحتواء، كما التحق الموظفون الإداريون بمناصبهم منذ نهاية الأسبوع الماضي، في انتظار الطلاب المعنيين بامتحانات شهادة التعليم الأساسي والبكالوريا للانضمام إليهم في وضع غير مسبوق وضمن بروتوكول فرض مجموعة من الإجراءات التي يتعين على الأسرة التربوية بأكملها احترامها نظرا لكون المدارس مكانا لتركيز كبير من الأشخاص من مختلف الأعمار، لذا سيكون التحدي في عدم تحويلها إلى أماكن لانتقال الوباء والتحكم في تطبيق “البروتوكول” المضاد لكورونا.
وتعتبر بداية العام الدراسي بمثابة تدريب قبل البدء الرسمي للعام الدراسي، والذي تم تحديد تاريخه بـ 4 أكتوبر المقبل، حيث اطلعت الأسرة التربوية على مجموعة الإجراءات التي يجب اتخاذها ومراعاتها بالإضافة إلى ارتداء القناع، الذي سيكون إلزاميًا على الجميع، وسيكون على مدراء المؤسسات أن يتكفلوا بالمهمة الصعبة المتمثلة في ضمان احترام التباعد الجسدي طوال اليوم سواء أثناء الدخول أو الخروج من المؤسسة أو أثناء تأدية تحية العلم والولوج إلى الأقسام فضلا عن حصص الرياضة في الملاعب
ويوصى البروتوكول باستخدام علامات أرضية لتجنب الاختلاط أثناء عبور التلاميذ، بينما ستكون مجموعات التدريس في الأقسام صغيرة ومحدودة العدد، حيث سيتم تغيير ترتيب الجداول للسماح للطلاب بالتباعد.
التحدي الآخر الذي سيواجهه مدراء المؤسسات هو تطبيق التعليمات الخاصة بغسل اليدين المتكرر، وفي هذا الباب لا يبدو احتمال عدم انضباط التلاميذ هو ما يثير القلق، بل هو بالأحرى قدرة المدارس على توفير الماء والصابون باستمرار بحيث يصبح الأمر طبيعيا واعتياديا لدى الجميع.
ووفقًا للبروتوكول الذي وضعته وزارة التربية الوطنية، ينبغي تطهير وتعقيم المدارس في الصباح وبعد الظهر ما هو مؤكد هو أن الممسحة العشوائية السريعة التقليدية ليست الوسيلة التي ستكون فعالة في مكافحة كوفيد-19 وعلى هذا المستوى بالتحديد، ستظهر مسألة الموارد المالية بإلحاح منذ الوهلة الأولى، فالمدارس الابتدائية تعتمد على موارد مالية تتكفل بها البلديات التي تعاني الغالبية العظمى منها من عجز مالي مزمن. الوضع المالي للمتوسطات والثانويات ليس أحسن حالا في انتظار بلورة اقتراح مؤسسة تسيير خاصة بالقطاع التربوي.

الجزائريون ما بين الحجر والإستجمام والدخول المدرسي
عقب قرار رفع القيود تدفق الجزائريون على الشواطئ والمنتزهات العائلية لإنتهاز الفرصة بعدما حرمتهم جائحة كورونا من الإستمتاع بالعطلة نظرا لفترة الإغلاق التي دامت طويلا حماية للأرواح ولمنع إنتشار الوباء، ومع اقتراب الدخول المدرسي والتحضيرات الخاصة به وقع الجزائريون في حيرة من أمرهم، بين الإستمتاع بالعطلة والتحضير لعودة أبنائهم لمقاعد الدراسة في ظل وجود جائحة كورونا، ويرى مراقبون أن الأولياء مطالبون بتحسيس أبنائهم بمخاطر الوباء ما يقتضي الإلتزام بالإجراءات الوقائية.
خديجة قدوار/ فلة.س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super