جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تسارع الحكومة الخطى للبحث عن مختلف الآليات والإجراءات التي تمكنها من المضي قدما نحو تطوير الاقتصاد الوطني وإخراجه من التبعية للمحروقات، من خلال منح اهتمام أكبر بقطاعي الفلاحة والصناعة وتصدير منتجاتهما، وتركز الحكومة جهودها في الفترة الأخيرة على البحث عن أسواق إفريقية للمنتوجات الوطنية، وتعمل من أجل تحقيق ذلك على تذليل العقبات، بوضع قوانين تنظيمية، وفتح معابر حدودية ودعم النقل عبر الحدود.
تسعى الجزائر اليوم إلى ايجاد أسواق في إفريقيا من أجل تنويع صادراتها خارج المحروقات، خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية والمالية نتيجة انهيار أسعار النفط في السوق العالمية، وقد باشرت فعليا في عمليات تصدير خاصة للدول الحدودية، إلا أن العملية تبقى محدودة، ما دفع بالحكومة إلى التفكير في آليات أخرى للرفع من مستوى الصادرات والتبادلات التجارية، وإزاحة كل العقبات التي قد تقف عائقا في طريق تحقيق ذلك، وقد كان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد شدد خلال اجتماع الثلاثية الأخير على ضرورة التوجه نحو الأسواق الافريقية وبسرعة، وأكد أنه يمكن للخواص استحداث شركات نقل للبضائع سواء برا أو جوا أو بحرا، إضافة إلى فتح فروع للبنوك في الدول الإفريقية لتسهيل عمل المصدرين الذين أكدوا في كل مرة أن عدم وجود فروع للبنوك في مختلف الدول يشكل أكبر عائق أمامهم لتصدير المنتجات.
كما باشرت كل من وزارتي التجارة والمالية بوضع الضوابط الجديدة المحددة لتجارة المقايضة بين الجزائر والدول الافريقية الحدودية ومنها مالي والنيجر لتنظيمها، وفي هذا الإطار صرح وزير التجارة، كمال رزيق، أول أمس، خلال زيارته لإيليزي أنه يجرى العمل على آليات استحداث بما يعرف بـ”سجل المقايضة”، حيث أوضح خلال لقاء جمعه مع تجار ومتعاملين اقتصاديين محليين أن هذا السجل يتيح للتجار ممارسة تجارة المقايضة خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يحوزون على سجل تاجر جملة بسبب تجميد هذا الإجراء منذ سنوات، وأضاف أن استحداث مثل هذه الآلية يعد بمثابة حل قانوني للإشكالية التي تعترض التجار سيما الخواص منهم يكون تاجر جملة. وأكد وزير التجارة أيضا العمل على إعادة الاعتبار للصندوق المتعلق بتعويض تكاليف النقل بالجنوب من خلال توسيع قائمة المواد القابلة للتعويض لتشمل مختلف الخضر والفواكه بهدف إنعاش الحركة التجارية بمناطق الجنوب وكذا حماية الأسعار من الارتفاع والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن .
وخلال استماعه لانشغالات المتعاملين الاقتصاديين، أكد الوزير رزيق أن ولاية ايليزي وخلال الأيام القليلة القادمة ستشكل منطقة تبادل حرة لإعطاء ديناميكية جديدة فيما يتعلق بتجارة الحدود على المستويين المقايضة والتصدير.
من جهته، قدم الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، عرضا مفصلا حول نشاط تجارة المقايضة الحدودية، وأشار إلى أن هذا النشاط التجاري سيكون له انعكاسات إيجابية في تشجيع وتوسيع آفاق الاستثمار مع دول الجوار الافريقية.
رزيقة.خ