جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
في وقت يواصل فيه “الجيش الأبيض” من أطقم طبية محاربة الوباء وفي ظل الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الجزائر لمنع انتشار “جائحة كورونا” تجند الفلاحون أو ما يعرف بـ”جنود الغذاء” للحفاظ على آلة الإنتاج وتقوية المنتوج الفلاحي وتوفير المواد الغذائية خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان المبارك، وانخرط الفلاحون على غرار كل الجزائريين في الهبات التضامنية لمساعدة المحتاجين والمتضررين من الأزمة الصحية من خلال تقديم المساعدات والانخراط في القوافل التضامنية.
رغم الأزمة الصحية التي ضربت الجزائر على غرار باقي دول العالم يواصل الفلاحون “حملة الحصاد والدرس” للحفاظ على سيرورة القطاع وتقوية المنتوج الفلاحي وتوفير المواد الغذائية خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان الفضيل، ويرى متتبعون أن “جنود الغذاء” فضلوا البقاء في الميدان مع الأخذ بعين الإعتبار الإجراءات الوقائية للحفاظ على الأمن الغذائي خاصة وأن الجزائر تمر بمرحلة صعبة ناجمة عن انتشار جائحة “كورونا” وتهاوي أسعار النفط، مؤكدين أنها ستتجاوز “المحنة” من خلال التعاون والتلاحم بين الجزائريين الذين أبهروا العالم في كل مرة، ويرى البعض الآخر أن الحكومة مطالبة بالتركيز على الجانب الفلاحي لأنه الثروة الحقيقية والبديل الأمثل للريع البترولي.
تعليمات للولاة بتسهيل نشاط الفلاحين ومنحهم تراخيص التنقل
أعطى الوزير الأول، عبد العزيز جراد، تعليمة لجميع ولاة الجمهورية من أجل تسهيل نشاط المهنيين وتشجيع الفلاحة ومنحهم تصاريح التنقل خارج الولاية.
وقالت وزارة الفلاحة في بيان لها نشر عبر موقعها الرسمي أنه “بطلب من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية على أساس عريضة من الفلاحين والمربين والنحالين أعطى الوزير الأول تعليمة من أجل تسهيل نشاط المزارعين و تشجيع الفلاحة وإعطاء تصاريح التنقل داخل وخارج الولاية للمهنيين لمزاولة نشاطاتهم مع أخذ التدابير الصارمة للوقاية من فيروس كورونا”.
وأضاف المصدر: “وذلك في إطار الحفاظ على آلة الإنتاج، تقوية المنتوج الفلاحي وتوفير المواد الغذائية على أبواب شهر رمضان المبارك”.
تعزيز الأمن الغذائي وتنويع الإقتصاد
تسعى الحكومة لتعزيز الأمن الغذائي وكسب الرهان خاصة وأن أسعار النفط لم تعرف الاستقرار في ظل “الصراع العالمي” على النفط بين الدول الكبرى، وفي هذا الشأن أطلقت في وقت سابق عملية “عصرنة” وتعزيز قدرات معاهد البحث الفلاحي بهدف تعزيز الأمن الغذائي وتنويع الإقتصاد الوطني، وأكدت الوزارة أنه “تم تقديم الخطوط العريضة لهذا الإجراء من قبل وزير القطاع، خلال اجتماع له مع الإطارات المركزية والمحلية ومدراء الهيئات التقنية والبحثية والاقتصادية والاجتماعية”.
ويؤكد المصدر أن “الإجراء تم تجسيده عن طريق توقيع اتفاقية بين وزارتي الفلاحة والتعليم العالي والبحث العلمي”، مشيرا إلى أن الأخير سيسمح بتحديد الباحثين الناشطين في الهيئات التقنية والاجتماعية والاقتصادية والبحثية التابعة لقطاع الفلاحة.
فلاحو الجزائر يتحدون “كورونا”
ويبدو أن الفلاحين أطلقوا تحديا كبيرا لمجابهة “كورونا” من خلال الحفاظ على الإنتاج وتأمين الغذاء في إطار إجراءات الوقاية من انتشار الفيروس، وحرك الفلاحون عجلة الإنتاج رغم ندرة الأمطار الموسمية، ما يؤكد أن الجزائريين “لن تهزمهم كورونا” والشدائد والمحن، هذا وانخرط الفلاحون في الهبات التضامنية حيث أطلقوا “قوافل تضامنية” لسكان ولاية البليدة.
ومن جانبه كشف رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف ورئيس خلية الأزمة للمجتمع المدني، مصطفى روبايين، في وقت سابق عن إطلاق قافلة من المساعدات لصالح 8 ألاف عائلة، وهذا بالتنسيق مع وزارة الفلاحة.
إعداد: خديجة قدوار