جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
شهدت أسعار بعض المواد الغذائية كالبقوليات والعجائن ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوعين الأخيرين، في الوقت الذي تستمر فيه أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعها و الذي شهدته منذ ما يقارب الشهر دون تسجيل أي تراجع ولو كان طفيفا، رغم تسويق أطنان من مخزون هذه اللحوم، بهدف كسر الأسعار، و يرجع اتحاد التجار أسباب هذه الاختلال، إلى استباق بعض التجار الأحداث، و الرفع من السعر، بعد انتشار خبر رفع دعم الدولة عن المواد التي تدخل في تصنيع العجائن، و استمرار تفشي فيروس كورونا، ما يترتب عنه استمرار غلق الحدود وتضائل كميات البقوليات المخزنة.
سجلت أسعار العجائن في الأسبوعين الأخيرين ارتفاعا يتراوح ما بين 5دج إلى 25 دج، لبعض الأنواع و العلامات، واحتلت “السباغيتي” و “الكسكس” المرتبة الأولى بينها، حيث زاد سعرهما ب25دج، وقد جاءت هذه الزيادات مفاجئة للمواطن، خصوصا و أنها تمثل جزء كبيرا من الغداء اليومي لأكبر شريحة من المواطنين، وقد تعدد تبريرات التجار لهذه الزيادة ما بين نقص في المنتوج، و إجراءات الغلق التي عاشتها البلاد في الأشهر الماضية بسبب وباء كورونا، ما أذى حسبهم إلى تراجع عمل المصانع، و صعوبة التنقل في ظل تلك الإجراءات، غير أنها تبقى مبررات ضعيفة.
من جانبها شهدت أسعار البقوليات هي الأخرى ارتفاعا مؤخرا، وهي زيادات تراوح ما بين 15دج إلى 30 دج، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الفاصولياء إلى 260 دج بعد أن سعره في حدود 230 دج، أما العدس فارتفع سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 160دج بعد أن كان 140دج، أي بزيادة تقدر ب20دج، وهي الزيادة نفسها المسجلة في الكيلوغرام الواحد من الحمص، أين ارتفع سعره إلى 210دج بعد أن كان في حدود 190دج، و دائما ما كانت تبريرات التجار لهذه الزيادات هي نفسها، والمتمثلة في نقص الكميات المعروضة.
أما اللحوم البيضاء ، فلا تزال أسعارها مرتفعة، و هي الأسعار التي شهدت تزايدا من حوالي الشهر، ورغم تطمينات وزارة الفلاحة، و التجارة و الديوان الديوان الوطني لتغذية الأنعام و تربية الدواجن “أوناب”، هذا الأخير الذي أكد في 18 أكتوبر الماضي تسويق بشكل تدريجي حوالي 48 ألف طن من مخزون الدجاج على المستوى الوطني بهدف كسر الأسعار، إلا أن الأسعار لا تزال على حالها، أين يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها ما بين 340دج إلى 350دج.
بن شهرة: “تغيير بعض القوانين يجعل عدد من التجار يستبقون الأحداث ويرفعون الأسعار”
قال الأمين العام لاتحاد التجار و الحرفيين الجزائريين حزاب بن شهرة، أمس، في تصريح ل”الجزائر”، إن ارتفاع أسعار العجائن راجع إلى طمع بعض تجار الجملة، الذين سارعوا بمجرد انتشار خبر تغيير بعض القوانين الخاصة برفع دعم الدولة عن المواد التي تدخل في صنع العجائن إلى الرفع من سعرها “استباقا”، و أضاف أن اتحاد التجار يرفض هذا “السلوك “، و أوضح أنه لا يجوز للتجار رفع الأسعار في الوقت الحالي بما أن القانون لا يزال غير ساري المفعول بعدن و لا يزال لديهم مخزون من هذه المواد اقتنوه بالسعر السابق، قائلا:” بعد تطبيق القانون ورفع الدولة للدعم على مواد تصنيع العجائن فالأسعار من الطبيعي أن ترتفع، فهذا مقبول ، لكن غير المقبول انه يتم رفع الأسعار الآن و قبل تطبيق القانون، ونحن نرفض ونندد بمثل هذه السلوكات”.
و بخصوص ارتفاع أسعار البقوليات، قال بن شهرة، إن أكبر حصة من هذه المواد التي يستهلكها الجزائريون هي مستوردة، لأن البقوليات المحلية يقل عليها الطلب بسبب بعض النوعيات الرديئة، وبسب غلق الحدود في إطار إجراءات الوقاية من فيروس كورونا-يوضح المتحدث ذاته- هناك تراجع في الكميات المخزنة، وتزايد الطلب يدفع إلى رفع الأسعار . وبخصوص تواصل ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، قال الأمين العام لاتحاد التجار، إن سوق اللحوم البيضاء سوق غير منظم، فأحيانا مربو الدواجن يختارون توقيت واحد، فيكون الإنتاج وفير جدا يؤذي إلى انهيار الأسعار، وبتكبدهم خسائر كبيرة يرفضون الاستمرار في هذا النشاط، ما يتسبب في بعض الأحيان بنقص المعروض وبالتالي ارتفاع الأسعار.
رزيقة. خ