تم الإفراج عبر مختلف ولايات الوطن عن ما يزيد عن 76 شخصا من الموقوفين خلال المسيرات الشعبية، حسب ما أعلنت عنه المؤسسة العمومية للتلفزيون أول أمس، وذلك قبل ساعات قليلة عن الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة.
هذا ولقيت هذه المبادرة ترحيبا من نشطاء الحراك الشعبي والأحزاب السياسية، وهناك من اعتبرها ضمن إجراءات التهدئة التي تسعى السلطة إلى تجسيدها، ومنهم من اعتبر بأنها ستفتح باب الحوار وتكون سبيلا لوضع حد للأزمة التي تشهدها البلاد منذ 22 فيفري.
ويوجد على رأس قائمة هؤلاء الأشخاص المفرج عنهم المجاهد لخضر بورقعة والجنرال المتقاعد حسين بن حديد كما يوجد من بين المفرج عنهم 51 شخصا من الجزائر العاصمة وستة من الشلف وأربعة من وادي سوف، ثلاثة من قسنطينة، محبوسان من تلمسان، واثنين من تيبازة واثنين من الطارف واثنين من وهران وواحد من تيسمسيلت وواحد من بومرداس.
كما شهد الأسبوع الفارط، الإفراج عن العديد من موقوفي الحراك، سواء المتعلق قضيتهم برافعي الراية الأمازيغية أو موقوفي الرأي بصفة عامة، إلى جانب 7 آخرين أخلت سبيلهم محكمة سيدي أمحمد بعد أن حكمت عليهم بشهرين حبسا موقوفي النفاذ، من بينهم تسعة أشخاص أدينوا بتهمة المساس بوحدة وسلامة الوطن، ويتعلق الأمر بكل من رؤوف رايس، يبو علي، فيصل غانم، مسعودي خلاف، مع تبرئة كل من مجيد إحدادن، حتحوت احمد، مسعودي سعيد، رزوق فاتح، وعماري عادل.
الإفراج عن الجنرال بن حديد وتأجيل محاكمته إلى 5 مارس
أمرت محكمة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة بالإفراج عن الجنرال المتقاعد حسين بن حديد في انتظار محاكمته في مارس المقبل، حيث كان الجنرال حسين بن حديد قد أودع السجن شهر ماي المنصرم، وأكد محامي الجنرال المتقاعد بشير مشري أن بن حديد “في حالة إفراج”، وقد قررت المحكمة تأجيل جلسة محاكمة إلى تاريخ 5 مارس القادم، وأضاف المحامي بشير مشري أنه تم “إعادة تكييف الوقائع المتابع بها الجنرال بن حديد من “المساس بهيئة نظامية و محاولة إحباط معنويات الجيش” إلى جنحة “إهانة هيئة نظامية”.
لخضر بورقعة يحاكم بتاريخ 12 مارس
ونفس الأحكام صدرت بحق المجاهد لخضر بورقعة حسبما أكده محاموه، أين أمرت محكمة الجنح ببئر مراد رايس بالجزائر العاصمة بالإفراج عن لخضر بورقعة المتابع بتهمة “إهانة هيئة نظامية” في انتظار محاكمته في مارس المقبل وهو في حالة إفراج إلى حين إعادة النظر في قضيته على طاولة العدالة في 12 مارس المقبل.
وشدد المجاهد لخضر بورقعة في أول تصريح له بعد مغادرته سجن الحراش، وخلال استقباله للمهنئين بمنزله العائلي بأنه سيعقد قريبا ندوة صحفية يكشف فيها كل ما حدث له، مؤكدا أن الجزائر مستهدفة وتحيط بها مخاطر من أيادي خارجية.
الأفلان يرحب بإطلاق سراح بورقعة
بارك حزب جبهة التحرير الوطني إطلاق سراح المجاهد لخضر بورقعة الذي غادر المؤسسة العقابية بالحراش بعد 6 أشهر قضاها في الحبس المؤقت، حيث قدم الأمين العام بالنيابة للحزب علي صديقي تهانيه للمجاهد بورقعة مثمنا إجراءات التهدئة التي من شأنها بعث الطمأنينة وإزالة التوترات التي طرأت على المشهد السياسي في الآونة الأخيرة.
رحابي: “إطلاق سراح معتقلي الرأي مؤشر إيجابي وسأساند كل أشكال الحوار“
قال الديبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي عبر صفحته الرسمية الفايسبوك، إن “هذا القرار يعتبر مؤشرا إيجابيا، وقد يكون بمثابة بداية وضع إجراءات الثقة والتهدئة التي بدونها لا يمكن أن يفلح أي تصور للخروج من الأزمة”، موضحا أن “إطلاق سراح المجاهد لخضر بورقعة بمثابة بداية تصحيح قرار تعسفي اتخذ في حقه وحق سجناء الرأي الموجودين بالسجون”، مؤكدا “أن استقرار الوضع في الجزائر مسألة مستعجلة وضرورية، وتتطلب من رئيس الجمهورية اتخاذ قرارات شجاعة من أجل إرساء الثقة والتهدئة طبقا لصلاحياته الدستورية في تجسيد وحدة الأمة واستقرارها” ، داعيا إلى تحقيق المطالب الشعبية المشروعة ومعبرا عن مساندته لكل أشكال الحوار والتشاور من أجل حماية الوطن من المخاطر المتعددة التي تهدد امن واستقرار الوطن.
المنتدى العالمي للوسطية: “نستبشر خيرا بإطلاق سراح سجناء الرأي“
استبشر منتدى الوسطية خيرا ببداية إطلاق سراح سجناء الرأي، وفي مقدمتهم المجاهد الرائد بورقعة، موضحا أن مكان أصحاب الفكر والرأي “ليس السجون والمعتقلات والمحاكمات والتهم، إنما مكانهم الطبيعي بين ذويهم، يبصرونهم بالحق ويدافعون عن الحرية، أما سجن الأفكار فيزيدها انتشارا بين من يعلمون أن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة في الاتجاه الصحيح”، موضحا أن” الاستماتة في الدفاع عن الرأي قد تكلف كثيرا من المتاعب ولكن الحق ينتصر في نهاية المطاف، إذا سلك له رواده طريق السلمية والحوار”، مضيفا ” نأمل أن تستمر سياسة اليد الممدودة حتى يرد الحق إلى كل مظلوم، ويضرب العدل بيد القانون على رأس كل ظالم، فالوطن قبل كل شيء والجزائر فوق الرؤوس والرؤساء”.
جبهة العدالة والتنمية ترحب بالإفراج عن المحبوسين
عبر حزب جبهة العدالة والتنمية عن ترحيبه بخروج معتقلي الرأي ومن بين بينهم المجاهد لخضر بورقعة، حيث قام وفد عن الحركة بزيارته للاطمئنان عليه بعد الإفراج المؤقت عنه.
وضم الوفد كلا من رئيس الجبهة عبد الله جاب الله ورئيس مجلس الشورى الوطني لخضر بن خلاف والأمين الأول نصر الدين حجيرة وعضو المكتب التنفيذي الوطني زكريا شرفاوي.
جبهة القوى الاشتراكية تدعو للإفراج النهائي عن جميع المعتقلين
عبرت جبهة القوى الاشتراكية هي الأخرى عن سعادتها بالإفراج المؤقت عن محبوسي الحراك الشعبي، لا سيما المجاهد لخضر بورقعة، وشددت جبهة القوى الاشتراكية التزامها وإصرارها على مواصلة الكفاح من أجل الإفراج دون أي شروط، وكذا الإفراج النهائي عن جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي، من أجل استقلال العدالة، وإقامة دولة سيادة القانون تكون مدنية وديمقراطية، وكذا التحضير لبداية ميلاد الجمهورية الديمقراطية الشعبية الجديدة.
أميرة أمكيدش