جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أكد المدير العام للبناء ووسائل الانجاز بوزارة السكن والعمران والمدينة، رضا بوعريوة أن الارتفاع غير المسبوق لأسعار مواد البناء “ليس حصرا على الجزائر”، إنما هو ارتفاع على المستوى العالمي، وذلك راجع لعدة عوامل، وكشف بالمقابل عن تشكيل “فوج عمل” مكون من عدة قطاعات وزارية لدراسة التدابير التي يمكن اتخذاها لضمان استمرار المقاولين في إنجاز مشاريعهم.
وأوضح بوعريوة، أمس، خلال تنشيطه ندوة صحفية على هامش إشرافه رفقة الأمين العام لوزارة السكن على افتتاح الطبعة الـ24 من الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية “باتيماتيك 2022″، بقصر المعرض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، ردا على سؤال يتعلق بتخوف العديد من المتعاملين في مجال البناء والأشغال العمومية وكذا أصحاب المشاريع من استمرار ارتفاع أسعار مواء البناء، ما قد يرهن مشاريعهم أن الوزارة قامت مؤخرا، بأخذ هذا الانشغال بعين الاعتبار، وشكلت رفقة العديد من القطاعات الوزارة فوج عمل يضم ممثلين عن كل من وزارة السكن، وزارة الأشغال العمومية، وزارة الموارد المائية وكذا وزارة المالية، لدراسة مطلب هذه الفئة، واتخاذ التدابير اللازمة في هذا الإطار، بعد عرضها على السلطات العمومية.
وفي رده على سؤال حول مدى وفرة منتجات ومواد البناء الإستراتيجية، أكد المسؤول بالوزارة، أن هناك وفرة في المنتجات الإستراتيجية التي تدخل في مجال البناء وعلى رأسها الإسمنت والتي حاليا يتم أيضا تصدريها للخارج للعديد من الدول المجاورة وغيرها.
وبخصوص مدى اتباع معايير الجودة في السكنات، أكد بوعريوة أن قطاع السكن يحصي أكثر من 50 وثيقة تنظيمية تحدد معايير الجودة، وهناك هيئة وطنية للمراقبة التقنية للبنايات تسهر على سلامة ومتانة المباني، كما أن مكاتب الدراسة والمهندسين ومراكز البحث يحرصون على النوعية والجودة في التنفيذ، كما توجد على مستوى كل ولاية لجان يرأسها مدير السكن بالولاية يسهرون على مراقبة نوعية السكنات واحترام النوعية.
إعطاء الأولوية في البناء للمنتوج الوطني
من جانب آخر، أكد المسؤول بالوزارة ذاتها، إعطاء قطاعه الأولوية للمنتوج الوطني، حيث قال: “في قطاع البناء تعطي الوزارة الأولوية للمنتوج الوطني، واليوم تم الوصول إلى إنجاز سكنات 100 بالمائة من مواد جزائرية، وهي مواد موافقة ومطابقة لمعايير الجودة التي تسمح لنا ببلوغ الأهداف وضمان الراحة و السلامة والديمومة للمباني التي تشرف عليها الوزارة”.
وبخصوص استخدام وتعميم استخدام الطاقات المتجددة في قطاع البناء، قال بوعريوة إن “إدخال النجاعة الطاقوية في مشاريع البناء هي من أوليات القطاع وهناك تعهدات على المستوى الدولي اليوم لترشيد استعمال الطاقة”.
وأشار المتحدث إلى أن “المباني الحالية توافق مع الشروط والمعايير المعمول بها والمتعلقة باستخدامات الطاقات المتجددة وهناك عمل مستمر لتطويرها، كما أكد وجود مشاريع نموذجية في هذا الإطار بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتطوير والاستخدام الراشد للطاقة، إضافة إلى عدد معتبر من المشاريع يتم فيها العزل الحراري، كما تم مؤخرا استخدام الطاقات المتجددة في بعض المشاريع منها استخدام الطاقة الشمسية في الإنارة العمومية بالمدن الجديدة كسيدي عبد الله”.
وأوضح المتحدث ذاته أن الهيئة الوطنية لمراقبة التقنية للبناء قامت بإدخال تعديلات على دفاتر الشروط للاستجابة لهذه المتطلبات ومن أجل بلوغ هذه الأهداف والمتمثلة في استخدام الطاقات المتجددة في مجال البناء والتعمير وترشيد الطاقة وعدم اللجوء إلى مواد بناء تكون منخفضة الحرارة.
الصالون الدولي “باتيماتيك2022” فرصة لتبادل الخبرات
وفيما يتعلق بالطبعة الـ24 من الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية “باتيماتيك 2022” والتي ستستمر فعالياته إلى غاية 19 من الشهري الجاري، قال بوعريوة إن هذه الطبعة يشارك فيها 750 عارضا منهم 500 عارض وطني، و250 عارض دولي من أزيد من 10 دولة أجنبية، تأتي إيطاليا على رأسها بما يقارب 80 شركة عارضة وبعدها تركيا بحوالي 65 شركة عارضة، وأكد أن الشركات التركية تبقى تمثل شريكا قويا في مجال البناء ولديها نصيب معتبر في مشاريع البناء.
وأكد المسؤول بوزارة السكن أن الصالون فرصة لتبادل الخبرات والتعرف على جديد، أن المعرض فرصة أيضا للوزارة للوقوف على مدى تطوير العارضين وتثمين المواد ذات الجودة العالية، منها العازلة التي يمكن اللجوء إليها في البنيات الجديدة.
وللإشارة، تنظم الطبعة الحالية للمعرض من قبل شركة “باتيماتيك أكسبو” رفقة الشركة الجزائرية للمعارض التصدير “صافكس”، ويشمل جميع قطاعات البناء، على مساحة إجمالية تناهز 25 ألف متر مربع.
وبحسب برنامج الطبعة سيتم تسليط الضوء على خبرة المختصين الوطنيين والأجانب المشاركين، ومنتجاتهم وعملياتهم الجديدة مع فتح المجال لإقامة علاقات تجارية جديدة، وسيتم على هامش التظاهرة الصالون تنظيم سلسلة من الندوات واللقاءات، سينشطها خبراء مختصون بالإضافة إلى ورشات عمل حول تقنيات البناء الحديثة.
وستكون أول ندوة تنظم اليوم (اليوم الثاني من الفعاليات) حول المتطلبات الفنية والخصائص الحرارية للمباني، سينشطها خبراء من وزارة السكن والعمران والمدينة والهيئة الوطنية للرقابة التقنية على البناء والمركز الوطني للدراسات وأبحاث البناء المتكاملة.
وستنظم خلال أيام المعرض كذلك ورشات تنشيطية وعروض توضيحية لصالح الجمهور والمهنيين في مختلف أجنحة العارضين، إلى جانب تخصيص فضاء لتحسيس المهنيين حول إشكالية الولوجية للمباني لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة في جناح “هاندي اكسس” المتواجد على مستوى الممر الرئيسي للمعرض.
وستقام خلال هذه الطبعة، النسخة الـ11 من مسابقة المهندسين المعماريين الشباب “لا شاريت دور”، التي تمثل “فرصة ثمينة للطلاب والمهنيين الشباب لتأكيد معرفتهم وإظهار مهاراتهم وروح الابتكار لديهم في هذا المجال”، وهي المسابقة التي يرعاها “مجمع جيكا” العمومي، حول موضوع الذكرى الستين للحرية، المعمار، العمران والذاكرة، حيث سيتعين على المتأهلين للتصفيات النهائية تقديم ثلاثة مشاريع يتم تقديمها للتداول من قبل أعضاء لجنة التحكيم وستكلل بمنح الجوائز والميداليات للفائزين.
رزيقة. خ