الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / دفن بمربع الشهداء بالعالية :
رضا مالك يصنع الجدل بعد رحيله

دفن بمربع الشهداء بالعالية :
رضا مالك يصنع الجدل بعد رحيله

• مقولة رضا مالك ” على الرعب تغيير موقعه ” لا تزال ترعب الإسلاميين
برحيل رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك انكشف الغطاء على بعض الوجوه السياسية التي كانت ولا زالت تختلف مع الرجل لمجرد أفكاره ومواقفه المعلنة بالخصوص اتجاه تيار الإسلام السياسي الذي كان يرفضه جملة وتفصيلا، واتخذ ضده مواقف معلنة شكلت مع شيوخه ورموزه حالة من ” الحرب ” الأبدية خلال فترة التسعينات من القرن الماضي.
بعد وفاة رضا مالك أول أمس وهو كشخصية تاريخية بالنظر إلى مساره في جبهة التحرير الوطني التاريخية وعمله إلى جانب كبار قادة الثورة كعبان رمضان والعربي بن مهيدي لم يشفع له أمام النائب البرلماني عن جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي الذي كتب على صفحته في ” الفايسبوك ” كلاما لا يمكن إلا وصفه بالمتشفي في رحيل رجل بغض النظر عن شخصه ومواقفه السياسية، حيث كتب يقول ” هل صحيح خبر وفاة رضا مالك صاحب مقولة على الرعب أن يغير موقعه، لقد صرح بهذا التصريح الخطير لما كان رئيس الحكومة سنة 1994، وبعد هذا التصريح بساعات ازدادت جرائم القتل والتنكيل بالجثث في كل أنحاء البلاد بشكل رهيب، من المسؤول على تلك الأرواح التي زهقت بغير وجه حق بعد هذا التصريح المشؤوم و اللامسؤول؟؟؟ اللهم ارحم ضحايا المأساة وانتقم لمن كان سببا في الفتن والقتل والتنكيل والتشريد مهما كان موقعه ومكانه “. ويطرح هذا الموقف الذي عبر عليه نائب برلماني إسلامي وهو المتمتع بالحصانة البرلمانية التي يظن أنها تسمح له بقول ما يريده قضية عدم تجاوز الكثير من الجزائريين لمراحل حساسة من تاريخهم، حيث أنه بإطلالة خفيفة خلال اليومين السابقين على مواقع التواصل الاجتماعي تفتح عينيك على جدل واسع صنعه رحيل رضا مالك بما أن الكثير من المتعاطفين مع تيار الإسلام السياسي بما فيهم الرافضين لتوقيف المسار الإنتخابي سنة 1991 عبروا على عدم تأسفهم لرحيل الرجل بالرغم من تاريخه ودوره الوطني سواء قبل وبعد استقلال الجزائر، واعتبروه المساهم الكبير فيما حدث خلال العشرية السوداء لمجرد مقولته الشهيرة بعد اغتيال الفنان المسرحي عبد القادر علولة ” على الرغب تغيير موقعه ” التي جاء سياق قولها في ظروف أمنية صعبة تميزت بتصعيد حاد من طرف الجماعات الإسلامية المسلحة اتجاه قوات الأمن والجيش والمثقفين والصحفيين، مما أدى لرد عنيف من قوى الدولة اتجاه تلك الجماعات التي زرعت الرعب وسط الجزائريين.
ويعود الجدل المستمر حول ما وقع خلال المأساة الوطنية ” فترة التسعينات ” ليطرح مدى قدرة المصالحة الوطنية التي تفتخر بها السلطة في التأثير على الناس والنخب السياسية لتجاوز مرحلة حساسة من تاريخ الجزائر المعاصر، أسالت الكثير من الدماء والدموع وتعهد قانون المصالحة بغلق الباب بصفة نهائية عن تلك الحقبة المدمرة، لكن الكثيرين لا زالوا يعيشون على وقع تلك الأزمة، رغم أن واقع الجزائر الحالي يحتاج لنقاش من نوع آخر لمواجهة أزمة أخرى، خاصة من طرف نواب برلمانيين انتخبهم الشعب للبحث عن مشاكل الواقع وليس التعليق على أزمات الماضي تحت غطاء إيديولوجي ضيق.
ويرى المحلل السياسي سفيان صخري أن الراحل رضا مالك ” رمز مرتبط بتاريخ البلاد حيث أنه يبقى أحد الذين شاركوا في مفاوضات إيفيان 1961 وبعدها كان لديه مساهمات في بناء الدولة “، واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر سفيان صخري في تصريح لـ ” الجزائر ” هجوم بعض الأشخاص على رضا مالك قبل يوم من دفنه ” دليل على غياب ثقافة المصالحة “، مؤكدا على أن ” المصالحة ليست إطار قانوني وإنما عبارة على تنازل وتسامح جميع الأطراف ولكن هذا غير موجود لدينا “، وانتقد الأستاذ صخري غياب ثقافة الاحترام وتقبل الآراء والمواقف لدى الطبقة السياسية، مشيرا إلى أنه باحتكاكه مع معظم الأحزاب السياسية في الجزائر، تولد لديه موقف أن ” السلطة والمعارضة لا يقبلان الرأي الآخر “.
ولدى تعليقه على سبب عدم تجاوز الطبقة السياسية الجزائرية لمرحلة التسعينات ” الأزمة الأمنية ” بالرغم من مرور كل هذا الوقت إضافة إلى تطبيق قانون المصالحة الوطنية الذي أقره الرئيس بوتفليقة سنة 2015، أرجع سفيان صخري ذلك الأمر إلى ” غياب ثقافة الاستشراف “، مضيفاً في ذات السياق ” هناك من لا يزال يعيش على وقع 1962 وهناك من هم في 1965 وآخرون في سنوات 90 و2001 وبغياب استشراف حقيقي لا يمكن التقدم إلى المستقبل من خلال الإستفادة من دروس الماضي “.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super