الثلاثاء , مايو 7 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / 120 بناية مصنفة ضمن الخانة الحمراء :
شبح انهيار البنايات القديمة يهدد سكان القصبة

120 بناية مصنفة ضمن الخانة الحمراء :
شبح انهيار البنايات القديمة يهدد سكان القصبة

لا يزال مسلسل انهيار البنايات بحي القصبة متواصلا إلى اليوم، الأمر الذي يتطلب من الجهات الوصية، وضع مخطط استعجالي للتدخل لحماية أرواح السكان من الموت تحت الردوم ورغم تسطير ولاية الجزائر برنامجا استعجاليا لترحيل قاطني الدويرات الهشة والآيلة للانهيار في أية لحظة.
وطالب سكان بالقصبة، تدخل السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي بدراسة ملفاتهم العالقة منذ سنوات على مستوى أدراج بلدية القصبة والإسراع في منحهم سكنات اجتماعية لائقة، كما أكد بعض المتحدثين مع ، أن العائلات تقيم بالبيوت الهشة وهي مهددة بالموت، خاصة أن خطر الانهيار يتربص بهم في أية لحظة بعد تآكل الجدران واهتراء الأسقف التي تشهد تسرب مياه الأمطار داخل البيوت وضيق الشقق واهتراء معظمها، خاصة من ناحية الأسقف وتدهور حالة السلالم التي لم تعد صالحة للاستعمال بل باتت تشكل خطرا حقيقيا على حياة هذه العائلات، فليلة العيد انهارت السلالم، وقد جاءت الحماية المدنية والشرطة وبعض الأعوان من البلدية و قاموا بطمأنتنا بأنهم سيسوون وضعيتنا بعد العيد، ولكن لاحياة لمن تنادي، فوالي القصبة أصبح يتهرب منا حتى عند رؤيتنا.
120 بناية مصنفة ضمن الخانة الحمراء تنتظر الترحيل
أحصت مصالح بلدية القصبة بالجزائر العاصمة زهاء 1500 عائلة تقطن على مستوى 120 بناية مصنفة ضمن القائمة الحمراء تنتظر الاستفادة من برنامج الترحيل وإعادة الإسكان لولاية الجزائر, حسبما أفاد به يوم السبت رئيس ذات البلدية.
وفي هذا الإطار أوضح عمر زطيلي أن ببلدية القصبة تحصي 120 بناية مصنفة ضمن الخانة الحمراء من قبل الهيئة التقنية لمراقبة البنايات يقطن على مستواها 1500 عائلة تنتظر الاستفادة من الترحيل وإعادة الإسكان في إطار العمليات التي باشرتها ولاية الجزائر للقضاء على السكن الهش والبنايات الآيلة للانهيار.
وأشار ذات المسؤول المحلي أن قائمة البنايات والدويرات المصنفة في الخانة الحمراء التي كانت تحصي سابقا 350 بناية تقلص بعد ترحيل 1000 عائلة نحو سكنات جديدة تقع عبر بلديات أولاد فايت وعين البنيان وغيرها.
وأضاف المتحدث أن عمليات إعادة الإسكان بالقصبة “متواصلة ” وستتم تدريجيا, كاشفا عن عملية مماثلة في غضون الأيام المقبلة وذلك في إطار تنفيذ برنامج العملية 26 لإعادة الإسكان والترحيل حيث ستستفيد البلدية من حصة جديدة.
وأفاد المصدر أنه بعد ترحيل أغلب العائلات التي كانت تقطن على مستوى 350 بناية مصنفة في الخانة الحمراء بالقصبة الذين إستفادوا من الترحيل تم إقتحام هذه البنايات الشاغرة بدون وجه حق, مبرزا أنه سيتم خلال عملية الترحيل القادمة إعطاء الأولوية للعائلات القاطنة بالبنايات المصنفة سابقا في الخانة الحمراء والتي لم تدرج أبدا ضمن أي عملية ترحيل و “تقع أغلبيتها الساحقة على مستوى القصبة العليا التي سيتم التركيز عليها”.
من جهة أخرى ذكر المصدر أنه تم إحصاء حوالي 1500 عائلة في إطار السكن الهش تم دراسة ملفاتها.
وبخصوص تأخر عمليات الترميم على مستوى حي القصبة العريق — أشار ذات المسؤول — أن المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للقصبة يحد من صلاحيات البلدية ولا يخولها التدخل في عمليات الترميم على مستوى الدويرات والبنايات, التي هي ملكيات خاصة أصلا, ويمنعها من أي تدخل, داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في هذا القانون.
من جهة ثانية, ذكر المصدر أنه يتم التحضير للاحتفال باليوم الوطني للقصبة المصادف ل23 فيفري الجاري من خلال إعداد برنامج ثقافي وفني جواري ثري وكذا معارض تبرز الموروث الثقافي والصناعات التقليدية للقصبة بمشاركة جمعيات.
هيئة المراقبة التقنية للبناء تدق ناقوس الخطر
دقت الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء واللجنة الخاصة التابعة للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين ناقوس الخطر، بشأن وضع بنايات القصبة، سيما وأن أغلبها مهدد بالانهيار في أي لحظة.
وصنفت اللجنة الخاصة التابعة للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، 561 منها في الخانة الحمراء، وتم تسجيل ثلث عدد البنايات المراقبة في الخانة برتقالي 3 وبرتقالي4.
من جهتها، أحصت الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء منذ 5 سنوات أكثر من 65 ألف بناية آيلة للسقوط من بينها بنايات القصبة، لكن الأرقام الخاصة بالبنايات المهددة بالانهيار بالعاصمة تقول بأن الرقم الحقيقي للبنايات الآيلة غير معروف بصورة مدققة نظرا لوجود 450 ألف بناية قديمة بالعاصمة كانت قبل 15 سنة مهددة بالانهيار وتحتاج إلى ترميم، ونظرا لعدم ترميم عدد كبير منها فإن الرقم المقدم منذ 5 سنوات المقدر بـ 65 ألف بناية يكون قد ارتفع كثيرا، ناهيك عن عملية المسح التي شملت أيضا مؤسسات عمومية، وقد تبين أن البنية التحتية بها متضررة جدا وتستدعي هدمها فورا.
شرفة يُشدد على الالتزام بآجال استلام مشروع ترميم القصبة
شدد والي ولاية الجزائر يوسف شرفة، على ضرورة احترام آجال التسليم لبرنامج ترميم القصبة وفق دفتر الشروط الذي تم وضعه، دون أن يؤثر ذلك على نوعية الهندسة المعمارية والبعد الثقافي للقصبة.
أوضح شرفة، أنه ستكون هناك التفاتة نوعية لبرنامج ترميم القصبة، من خلال وضع خريطة طريق من أجل تدارك التأخر الحاصل، الذي تعرفه أشغال تهيئة القصبة والذي لم يتجاوز لحد الساعة نسبة 40 بالمائة، دون أن يؤثر ذلك على نوعية الأشغال، مؤكدا على مرافقة الوصاية للمهندسين والمؤسسات المكلفة بالإنجاز من خلال تسخير كافة الإمكانيات، حتى يتم تسليم المشروع في أجاله المحددة، مضيفا أن ذلك يهدف لتمكين السياح والزوار الجزائريين والأجانب من استغلال هذا المنتوج بعد دخوله حيز الخدمة واستكشافه، يضيف المسؤول.

كما شدد شرفة، على ضرورة احترام نوعية الأشغال والحفاظ على الهندسة المعمارية والتراث العمراني للقصبة، من خلال تسخير يد عاملة مؤهلة، واستغلال المواد الأصلية التي تتماشى مع البنايات، في الإنجاز كون أن هذا التراث عالمي وحضاري ويعد ملكا لكل الجزائريين، مشيرا إلى أن تأخر الأشغال سيساهم في رفع من الكلفة المالية للمشروع كون أن أسعار مواد البناء ترتفع ارتفاعا مع مرور الوقت، مبرزا في ذات السياق، أن الإمكانات التي تم تسخيرها من خلال المبالغ المالية المعتبرة والخبراء والمؤسسات المؤهلة، تندرج في إطار الحفاظ على تراث المصنف عالميا، من خلال السهر على نوعية الأشغال واحترام الدراسات وتوجيهات الخبراء، منوها عن توفر 212 نقطة ترمم على مستوى القصبة. كما وعد الوافد الجديد للعاصمة، بعقد زيارات ميدانية وخرجات إلى مختلف بلديات العاصمة من أجل السماع إلى انشغالات المواطنين، ومحاولة النزول عند رغبتهم وتوفير أهم المرافق التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية.
شرفي: “لا بد من تغيير السياسة المنتهجة تجاه القصبة”
أكد شرفي أنه لا بد من تغيير السياسة المنتهجة تجاه القصبة، التي انتقلت المسؤولية عنها من وزارة الثقافة لتبقى المؤطر والمشرف الأكاديمي فقط، إلى ولاية الجزائر المتكفلة بجانب الصفقات والترميم والتأهيل، إلا أن الولاية بدورها تعاني من زخم الأعباء وعلى رأسها ما يُعرف بـ الرحلة والتكفل بشؤون الجزائر الوسطى مثلا، التي يتم فيها الاعتناء بالبنايات القديمة و«تبييض الواجهات».
طرح المتحدث مشكل غياب المقاولات واليد العاملة المتخصّصة، مما تسبّب في الاستعانة بمكاتب دراسات وخبرات أجنبية بشكل استعجالي، نتج عنه أخطاء جسيمة. وفي هذا الشأن ذكر السيد شرفي أنه تم فيما سبق إعطاء صفقات عمومية بالتراضي فقط، وسارت العملية نحو الترميم الخارجي ونحو محو الشقوق، لكن الترميم الداخلي الذي يمس الهيكلة كان يتطلب مراعاة إجراءات السلامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super