الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / يحظى باهتمام كبير من السلطات ويعول عليه لتنويع الاقتصاد:
قطاع المناجم.. محرك للاقتصاد وبديل مستقبلي للمحروقات

يحظى باهتمام كبير من السلطات ويعول عليه لتنويع الاقتصاد:
قطاع المناجم.. محرك للاقتصاد وبديل مستقبلي للمحروقات


يعرف قطاع المناجم في الآونة الأخيرة حركية كبيرة، تعكس الاهتمام المتزايد للحكومة بهذا المجال، باعتباره قطاعا واعدا، ومن بين أهم القطاعات التي يعول عليها لتنويع اقتصاد البلاد، وإخراجه من التبعية للمحروقات، كما يعول عليه ليكون بديلا لها مستقبلا.
بعد دخول منجم الحديد بغار جبيلات بتندوف حيز الخدمة شهر جويلية من السنة الماضية، والذي يعول عليه للرفع من حجم إنتاج الحديد، والرفع من القدرات التصديرية، من المقرر أن تنتهي الأشغال الخاصة بمنجم الزنك والرصاص بواد أميزور ببجاية -استغلال المنجم وتشييد المصنع- في شهر جويلية القادم، على أن ينطلق في الإنتاج الفعلي خلال شهر ديسمبر 2025، وبالنظر لأهمية هذا المشروع، فقد أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير الذي عقد بالأحد الماضي، بتقليص كل الآجال المتعلقة بالورشات التقنية الفرعية، لتسريع دخوله قيد الاستغلال، خاصة أن المشروع تجاوز مرحلة التسويات الإدارية، واعتماد نظام الفرق في العمل، وذلك على مدار 24 ساعة، لتحقيق تقدم الأشغال لما له من أثر إيجابي على المستوى الوطني.
ويرى متتبعون للشأن الاقتصادي الوطني، أن استغلال المناجم سيمكن من تثمين الموارد الأولية والمنجمية وخلق ثروة حقيقية، وتقليص فاتورة الاستيراد، كما أن الاستغلال العقلاني للمناجم يساعد على النهوض بالاقتصاد الوطني وتحريك عجلة التنمية، خاصة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة من خلال استغلالها بعقلانية دون التفريط في حق الأجيال القادمة.
ويرون أن هذا الاستغلال، سيمكن من تثمين الموارد الأولية والمنجمية التي تزخر بها البلاد من أجل خلق ثروة حقيقية، وكذلك المساهمة في خلق قيمة مضافة، ما يساهم بدوره في خلق مناصب شغل وكذا خلق ثروة بالنسبة للمؤسسات الناشطة في هذا المجال، وتوفير الحاجيات من المواد الأولوية التي تدخل في مختلف الصناعات، سيما القطاع الصناعي والصناعات التحويلية والقطاع الفلاجي.
كما أن تطوير القطاع المنجمي من شأنه تقليص فاتورة الاستيراد، حسب الخبراء، لأن الكثير من المواد المنجمية يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يؤثر على ميزانية الدولة، ويستنزف احتياطي العملة الصعبة، إضافة إلى هذا فالاستغلال العقلاني للثروات المنجمية يمكن من تصدير الفائض من المواد المحولة وبذلك تكون مصدرا للعملة الصعبة.
وتعمل السلطات في البلاد على إزاحة كل ما يعيق تطوير القطاع، منها المعيقات المرتبطة بالإطار القانوني ومناخ الاستثمار، وجلب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع، وإصلاح وتحسين مناخ الاستثمار لتحسين النشاطات المقاولاتية والبرنامج الاستثماري الذي سطرته، إضافة إلى إصلاح قوانين الاستثمار الذي يهدف إلى تنويع الاستثمار خارج المحروقات.
إضافة إلى الحلول التي سطرتها الحكومة لإزالة العقبات البيروقراطية وتذليل الإجراءات الإدارية، سيما فيما يتعلق بمدة دراسة الملفات الخاصة بهذا المجال، إضافة إلى عصرنة إدارة المناجم، من خلال استحداث نظام معلومات مرقمن، وتوفير المعلومات والبيانات الأساسية والخرائط الجيولوجية وجرد الموارد المنجمية، وهوما سيمكن المستثمرين من الحصول على المعلومات لتسهيل الاستكشافات، خاصة إذا ما تم تطوير المصالح الجيولوجية ووضعها تحت تصرف المستثمرين .

الخبير الطاقوي، أحمد طرطار:
“منجم واد اميزور قطب للمنطقة الشرقية الساحلية وسيخلق توازنا”
وفي هذا الصدد يقول الخبير الطاقوي، أحمد طرطار، إن قطاع المناجم، شهد مؤخرا حركية كبيرة، وتم بمقتضاها بعث الكثير من المشاريع والأنشطة على غرار غار جبيلات، أميزور، وتثمين منجمي الونزة وبوخضرة بولاية تبسة، وذلك لتطوير العمل المنجمي وتثمين الموارد المنجمية”.
وأكد طرطار في تصريح لـ”الجزائر”، أن هناك اهتماما كبيرا من قبل السلطات في البلاد بقطاع المناجم والمعادن، حيث جعلته ضمن أهم القطاعات التي تعول عليها كثيرا لتطوير الاقتصاد الوطني، واعتبر أن تطرق رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير إلى مشروع منجم واد أميزور ببجاية، يأتي في إطار تثمين المناجم وإعادة بعثها وإشراكها في الدورة الاقتصادية.
ويرى الخبير الطاقوي أن منجم الزنك والرصاص بواد أميزور، يمثل قطبا للمنطقة الشرقية الساحلية، في المقابل منجم غار جبيلات في منطقة الجنوب الغربي، ومنجم الهذبة في الجنوب الشرقي، وهذا ما يعطي توازنا في المناطق، وهو تأكيد لاستهدافات الرئيس التي سطرها منذ مدة- يقول طرطار.
ويرى المتحدث ذاته، أنه إضافة إلى هذا فإن “كل الحركية والاتفاقيات مع شركات أجنبية من شأنها تنشيط القطاع وإعطائه دافعية على كل المستويات، بدءا من المنطقة الغربية للبلاد، من غار جبيلات وصولا إلى المنطقة الشرقية بتبسة، وهذا ما يساعد على استحداث شركات لتحويل المادة الخام، وهو ما من شأنه أن تضفي مسحة ايجابية إضافية على كل منطقة توجد بها، وخلق ثروة ويضفي قيمة مضافة على الإقتصاد الوطني وعلى التنمية وخلق مناصب شغل”.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super