الإثنين , مايو 6 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / المدية:
مدينة عريقة تسعى لتصبح وجهة سياحية

المدية:
مدينة عريقة تسعى لتصبح وجهة سياحية

تكتنز مدينة المدية العريقة، التي تعاقبت عليها الحضارات على مر الزمن، إرثا ثقافيا ومعماريا زاخرا ضاربا في عمق التاريخ، أضحى مهددا بالزوال بفعل التوسع المعماري الفوضوي الراهن.
وتعرض هذا التراث خلال عشرات السنين الماضية للتأثيرات المناخية، التي تفاقمت تداعياتها بفعل الإنسان الذي لم يعر ادنى اهتمام لقيمة هذا الإرث، الذي يحاول بعض المهتمين، خلال السنوات الأخيرة، إعادة الاعتبار له والحفاظ عليه بكل ما أوتوا من عزيمة، بهدف استغلاله بهدف الرفع من الجاذبية السياحية لهذه المنطقة التي شكلت في فترة من الزمن عاصمة بيلك التيتري.
وسجلت المنطقة منذ 2004 عدة مشاريع بهدف حماية مواقعها التاريخية التي تمثل أهم رموز المدينة وتراثها وثرائها الثقافي، والمتواجدة داخل النسيج العمراني القديم لمدينة المدية، التي أقيمت على أنقاض مدينة رومانية.
تهدفت هذه العملية التي تم تحقيقيها بفضل تجنيد أغلفة مالية عمومية في إطار تثمين وترقية التراث المحلي، الإقامة القديمة للأمير عبد القادر التي تحتضن حاليا المتحف الجهوي للفنون والتقاليد الشعبية، وضريح سيدي صحراوي، احد الأولياء الصالحين للمدينة، ومئذنة أو منارة مسجد “الشيخ لحمر” التي تعتبر العنصر الوحيد بهذا المبني الديني، الذي بقي على حاله منذ تشييده خلال القرن 16.
وشهدت هذه العملية الطموحة التي كان من المنتظر أن تشمل مواقع أخرى فترة توقف ما بين عامي 2010 و2012، وذلك بسبب نقص في الاظرفة المالية الموجة لها وكذا التوجهات الجديدة لمديرية الثقافة التي قررت منح الأولوية لإدراج جل عمليات الحماية المستقبلية في إطار مخطط تدخل شامل، وفق ما ذكره مسئول المديرية، براهيم بن عبد الرحمن .
وأفاد في السياق أن الهدف الأول من هذا المسعى هو “وضع حد للتوسع العمراني الفوضوي داخل المحيط المحمي وتحديد المواقع والبنايات ذات البعد التاريخي التي بحاجة إلى تثمين، موازاة مع إشراك جهات أخرى في أشغال الحماية، لاسيما السكان مع إسهامهم في انجاز الأهداف المحددة على المدى القصير والمتوسط.
واستفادت المدينة القديمة للمدية، بعد عدة سنوات من الجهود المضنية، من تصنيفها ضمن التراث الوطني إلى جانب انجاز دراسة أولية حول إعداد مخطط لتثمين القطاع المحفوظ تم الشروع فيه عام 2018 في خضم المسعى الجديد الذي اعتمدته مديرية الثقافة.
وتم خلال شهر أبريل الفارط دراسة نسخة للمخطط الدائم للحفاظ على النواة الحضرية القديمة لمدينة المدية التي تضم بنايات عريقة من الطراز الروماني والعثماني والفرنسي، من اجل اثرائها، وذلك خلال اجتماع ضم إطارات قطاع الثقافة إلى جانب منتخبين محليين ومهندسين معماريين وممثلين لمختلف الجمعيات المحلية الناشطة في ميدان التراث والآثار.
ويرى السيد بن عبد الرحمان أن المصادقة على هذا المخطط خلال “الأشهر المقبلة” من شأنها أن “توضح أكثر معالم الأشغال المستعجلة الواجب اتخاذها وكذا المواقع المستهدفة والمهام المنوطة بكل جهة معنية بهذه العملية، على غرار الجماعات المحلية ومصالح العمران والديوان الوطني للتطهير ومديرية الشؤون الدينية التي تعود لها بعض المواقع الدينية والأملاك الوقفية والسكان.
ومن جهته اعتبر رئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافية، أحمد مربوش، أن عملية تشخيص هذا الموقع المصنف، خلال إعداد مخطط الحماية الخاص به، “من شأنها ضمان التحكم في الأشغال المراد انجازها مستقبلا، والتصرف بكل نجاعة فوق الميدان من أجل التحقيق التدريجي للأهداف المحددة” .
واسترسل بالقول انه بالرغم من “صعوبة المهمة وأهمية وتشعب العمليات” المبرمجة لتحقيق هذا المخطط، تبقى مديرية الثقافة، بصفتها صاحبة هذا المشروع، “مجندة للمضي قدما حتى بلوغ هدفها” و “جد متفائلة بحظوظها في تحقيق”.
وأكد السيد مربوش أهمية “رفع هذا التحدي”، لأن “غيابه يعني تجاهل أجزاء هامة من هذا التراث المهدد بالزوال مع جزء من تاريخ المدينة”، كما أضاف.
كما عبر عن ثقته في إرادة السلطات العمومية، وحماة التراث وكل مواطني المدية في المساهمة الفعالة في هذا العمل من اجل تحويلها إلى وجهة سياحية تعود بالفائدة على الكل”.
ق. م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super