الإثنين , مايو 6 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / من أهمها مشروع إنجاز 3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية والكهروضوئية:
مشاريع الطاقة الشمسية تعزز استراتيجية الجزائر لتحقيق مزيج طاقوي

من أهمها مشروع إنجاز 3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية والكهروضوئية:
مشاريع الطاقة الشمسية تعزز استراتيجية الجزائر لتحقيق مزيج طاقوي

قطعت الجزائر أشواطا كبيرة في مجال الطاقات المتجددة، ويعد مشروع انجاز 3 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية، أحد أهم المشاريع التي تعول عليها لضمان انتقال طاقوي سلس، يحقق استراتيجيتها في هذا المجال على مدى السنوات القادمة.
تتجه الجزائر نحو تنويع مصادر الطاقة، بهدف تحقيق مزيج مستدام للطاقات من جهة، وللحفاظ على الطاقات الأحفورية للأجيال القادمة من جهة أخرى، وتماشيا من جانب آخر مع الاتفاقيات الدولية التي تشجع على استعمالات الطاقات الجديدة والنظيفة حفاظا على البيئة.
وتتميز الجزائر بإمكانات هائلة في مجال استغلال الطاقات المتجددة، ومنها الطاقة الشمسية، مع مجال شمسي يتراوح بين 2500 إلى 3600 هكتار في السنة.
ويؤكد خبراء أن نجاح الانتقال الطاقوي في الجزائر، يتطلب بيئة مواتية للابتكار وريادة الأعمال، كما يجب أن يقترن استخدام الطاقات المتجددة الجديدة بتطوير قطاعات صناعية قادرة على المنافسة على المستوى الدولي.
وكانت الجزائر قد أطلقت عام 2011 برنامجًا لتطوير الطاقات المتجددة يرتكز على توفير حوالي 22000 ميغا واط من مصادر متجددة بين عامي 2011 و2030، منها 12000 ميغا واط ستخصص للطلب الوطني على الكهرباء، و10000 ميغاواط للتصدير.
وعلى الرغم من الأهمية التي وُضعت لهذا البرنامج، إلا أنه لم يحقق أهدافه كاملة، ففي 2015 تم تعديل الهدف الأولي المتمثل في إنتاج 40٪ من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030 إلى 27٪ فقط، وهو المسعى الذي تحاول الجزائر تحقيقه قبل الآجال المحددة.
وقد عادت الجزائر في السنة الماضية، لتضع برنامجا قويا، ومنه  مشروع إنجاز 3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية والكهروضوئية الذي أطلقه مجمع سونلغاز في 2023، والذي تم الخميس الماضي، التوقيع على عقود بين المجمع والشركات الوطنية والأجنبية الفائزة بالمناقصة الوطنية والدولية الخاصة بهذا المشروع الذي يعتبر من أهم المشاريع التي تدخل ضمن تجسيد البرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة.
ويتعلق الأمر بالمناقصة الأولى التي أطلقتها شركة سونلغاز في فيفري من السنة الماضية، لإنجاز مشروع بقدرة 2000 ميغاواط يتمحور حول إنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بطاقة تتراوح بين 80 و220 ميغاواط للمحطة الواحدة، موزعة على 15 موقعا في 12 ولاية عبر الوطن، حيث وقع المجمع 14 عقدا مع 8 مقدمي عروض فائزين بالمناقصة.
أما المناقصة الثانية، التي أطلقها المجمع في جويلية الماضي، فتتعلق بمشروع 1000 ميغاواط “صولار 1000” المكون من 5 محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بطاقة تتراوح بين 50 و300 ميغاواط للمحطة الواحدة، موزعة على 5 مواقع تقع عبر 5 ولايات، حيث وقعت سونلغاز 6 عقود مع 4 مقدمي عروض فازوا بالمناقصة.

الخبير الطاقوي أحمد طرطار:
“مشاريع الطاقات المتجددة من شأنها توفير بدائل للطاقات الأحفورية”
ويرى الخبير الطاقوي، أحمد طرطار، أن الجزائر بهذا المشروع خطت خطوات عملاقة لتتويج استهدافاتها في الطاقات المتجددة، لاسيما استكمال مشروع 1000 ميغاواط الذي أخيرا تم التوقيع على عقود لإنجازه، إضافة إلى مشروع 2000 ميغاواط، والذي به تكتمل الصورة بمشروع 3 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية.
وأضاف طرطار في تصريح لـ”الجزائر”، أن هذه المشاريع من شأنها توفير بدائل للطاقة الأحفورية، وتؤدي إلى تكريس الانتقال الطاقوي السلس الذي رسمته الجزائر في إطار استراتيجية متكاملة، بالإضافة إلى استهداف حوالي 11 محطة كهربائية على مستوى 15 ولاية بالوطن، سيما في الجنوب والهضاب العليا.
واعتبر الخبير الطاقوي أن تركيز الجزائر في المرحلة الحالية على الطاقات النظيفة والمتجددة، له عدة دوافع وأسباب، منها التقليل من استغلال الطاقات الأحفورية حفاظا عليها للأجيال القادمة، إضافة إلى كون الطاقات النظيفة كالغاز الطبيعي، يعد من الطاقات الصديقة للبيئة، ولكونه أحد العناصر الهامة والذي يدخل في تشكيل الطاقات المتجددة، إضافة الى أنه لا يزال يحتل المكانة الأولى عالميا كمورد طبيعي طاقوي يتزود منه العالم ككل.
ويرى المتحدث ذاته، أن مجهودات الجزائر في مجال التحول نحو الطاقات المتجددة كبيرة، ومثل هذه المشاريع تجسد عملية التحدي لمختلف الإشكالات التي كانت قائمة سابقا، والتي يتم الآن تذليلها والمضي قدما لتتويج استهدافات الجزائر بإنتاج 3 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية في السنوات القادمة وتسطير بامج جديدة أخرى.
للتذكير، كان وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، قد أكد الخميس الماضي، خلال إشرافه على توقيع العقود بين سونلغاز والشركات الفائزة بالمناقصة، أن هذين المشروعين يشكلان “منعطفا حاسما وخطوة كبيرة في بناء مستقبل مشرف نحو تطوير الطاقة المستدامة والصديقة للبيئة في الجزائر”.
واعتبر أن مشروع إنجاز 3000 ميغاواط، فرصة إضافية للشركات الوطنية الخاصة والعمومية منها، لتطوير الإدماج الصناعي لمواكبة عجلة تنمية القطاع الصناعي.
للإشارة، فإن مشروع إنجاز 3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية والكهروضوئية يأتي ضمن برنامج تطوير الطاقات المتجددة الذي تم اطلاقه من طرف السلطات العليا، والذي يهدف إلى انجاز قدرة اجمالية تبلغ 15.000 ميغاواط في آفاق 2035.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super