الثلاثاء , مايو 7 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / ‬26 سنة تمر على اغتياله:
هكذا غادرنا الطيب الوطني

‬26 سنة تمر على اغتياله:
هكذا غادرنا الطيب الوطني

تمر غدا 26 سنة على اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف، لتعود ذكرى رحيل سي “الطيب الوطني” لتطرح مرة أخرى سؤالا ربما سيبقى أبديا، عن ظروف اغتياله، مدبريه، والمستفيدين منه، ولتظل فرضية الفعل المعزول تؤرق الملايين من الجزائريين، الذين كانوا شهودا لأول مرة في تاريخ الجزائر المعاصرة على تصفية جسدية لرئيس دولتهم أمام مرأى ومسمع الجميع.
يعد محمد بوضياف من رجال الثورة الجزائرية، وهو الرئيس السابع للجزائر، ولد في الثالث والعشرين من جوان عام 1919 في ولاية المسيلة بالجزائر وكان في 1942 يعمل بمصالح تحصيل الضرائب بجيجل، وانضم إلى صفوف حزب الشعب الذي أسسه عام 1947 وبعدها أصبح عضوا في المنظمة السرية.
وفى 1950 حوكم غيابيا إذ التحق بفرنسا في 1953 وبعد عودته إلى الجزائر، ساهم في تنظيم اللجنة الثورية للوحدة والعمل وكان من بين أعضاء مجموعة الإثنى والعشرين (22) المفجرة للثورة التحريرية.
وبدءا من 1972 عاش متنقلا بين فرنسا والمغرب في إطار نشاطه السياسى، وبعد وفاة الرئيس هوارى بومدين في سنة 1979 تفرغ لأعماله الصناعية بالقنيطرة في المغرب، وكان بوضياف قد اعتقل في حادثة اختطاف الطائرة في 22 أكتوبر 1956 وكانت تقله ورفاقه من المغرب إلى تونس، وقام بوضياف بعد عودته من فرنسا بالمشاركة في العمل السري والذي ساهم في نجاح الثورة، وبعد قيام الثورة الجزائرية عام 1954 م والتي كان بوضياف على رأس قادتها خاض بوضياف عددا من المواجهات مع بعض الشخصيات السياسية التي تسلمت مقاليد الحكم في البلاد بعد الاستقلال.
وفي عام 1963، اعتقل بوضياف وسجن أسابيع دون علم ذويه، وبعد أن نجح في تسريب رسالة إلى وسائل الإعلام الدولية روى فيها معاناته في السجن اقترح عليه النظام اللجوء إلى سويسرا لكنه رفض وأفرج عنه خريف ذلك العام، لكن سرعان ما أُدين في قضية أخرى تستهدف زعزعة النظام وحُكم عليه بالإعدام.
خرج من الجزائر إلى أوروبا قبل أن يستقر في المغرب حيث استمر في نشاطه السياسي إلى حين وفاة الرئيس السابق هواري بومدين أواخر 1978، فأعلن حلّ حزبه والتفرغ للنشاط التجاري حيث كان يُدير مقاولة بمدينة القنيطرة بضواحي العاصمة الرباط.
وخلال إقامته في المنفى، أصدر بوضياف كتابا بعنوان “الجزائر إلى أين؟”، ضمنه رؤيته السياسية لبناء الجزائر ومركزية التعددية السياسية في البناء الوطني.
مكث بوضياف في منفاه المغربي 28 سنة ثم عاد إلى الجزائر في مطلع 1992 في أتون أزمة سياسية عميقة، وخلف بوضياف الرئيس الشاذلي بن جديد وأدى اليمين في 16 جانفي 1992.

166 يوما في الحكم
عاد محمد بوضياف في الوقت الذي كانت الجزائر تشتعل وتلتهب، حاملا معه مشروع «إنقاذ الجزائر»، و عبّر عن ذلك في الكثير من المناسبات، وأنه هنا من أجل اقتلاع الفساد من جذوره والمحاسبة، قائلا: «جئتكم اليوم لإنقاذكم وإنقاذ الجزائر، وأستعد بكل ما أوتيت من قوة وصلاحية أن ألغي الفساد وأحارب الرشوة والمحسوبية وأهلها وأحقق العدالة الاجتماعية من خلال مساعدتكم ومساندتكم التي هي سرّ وجودي بينكم اليوم، وغايتي التي تمنيّتها دائما».
تمّ تنصيبه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة في 16 جانفي 1992 لمجابهة الأزمة التي دخلتها البلاد غداة إلغاء المسار الانتخابي.
لم تدم فترة حكم محمد بوضياف إلا 6 أشهر، لكنها كانت حافلة بالمواقف والإنجازات، فقد أسس خطابا لمحاربة الفساد والتشدّد، ووعد بإصلاحات سياسية عميقة تعزّز دولة القانون، والحقوق الفردية والجماعية، وتمنح تكافؤ الفرص، وتحقّق العدالة الاجتماعية.
نسرين محفوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super