لا يزال قطاع التربية يشهد حالة من الانسداد جراء إضراب العمال الرافضين لسياسة التضييق على ممارسة الحق النقابي من خلال ما أسموه المساس والتحرش بالنقابيين والأساتذة،وهو ما سيهدد مستقبل استقرار المدرسة الجزائرية والتلميذ.
شن، أمس، عمال قطاع التربية إضرابا مفتوحا، بعد أن فشلت مناورات اطارات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في اقناع نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية العدول عن الاضراب، اين قام نقابيو الكناباست بالانسحاب من اللقاء، مؤكدين ان الجلسة لم ترق إلى مستوى التفاوض وافتقدت لسلطة القرار، التي من خلالها يمكن حل المشاكل القديمة والجديدة، على اعتبار أن الوصاية قد التزمت في الدعوة التي وجهتها للنقابة بدراستها المطالب المرفوعة مطلبا بمطلب إلى غاية الوصول إلى حلول توافقية.
وعن سبب التمسك بالاضراب أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، مسعود بوديبة، أن المطالب المرفوعة فاق عمرها الاربع سنوات وهي موثقة “بمحاضر” رسمية ممضاة من قبل وزيرة التربية الحالية. كما اوضح ان مصير هذا الاضراب المرفوع مرهون بمدى تجاوب وزارة التربية الوطنية مع المطالب المرفوعة.
وفي ذات السياق، دعت الاتحادية الوطنية لأولياء التلاميذ نقابة الكناباست الى التعقل والتنازل قليلا، مع تجميد الإضراب الذي تشنه والالتفاف حول طاولة المفاوضات مع السلطات بهدف إيجاد حل لهذا الصراع الذي لا يساعد أي شخص و يعاقب التلاميذ الذين نال منهم اليأس.
وقد طالبت نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، تجسيد الالتزامات والتعهدات المتضمنة فى محاضر الاتفاق الممضاة بين النقابة والوصاية وطنيا وولائيا على غرار تجسيد ما تبقي من النقاط التى يتضمنها محضر 19 مارس 2015، وتجسيد محاضر الاتفاق الولائية فى ولايتي البليدة وبجاية.
بالإضافة إلى إلغاء اجراءات الخصم التعسفية غير القانونية لأيام الاضراب المتخدة من طرف وزارة التربية الوطنية عن طريق مديريات التربية والتي لم يحترم فيها قوانين الجمهورية الجزائرية، مشيرة إلى أن المجلس الوطني سبق وان حذّر من هدا الوضع فى بيانه الصادر بتاريخ 28 نوفمبر 2017، أين طالب الوزارة باستعجال حل المشاكل المطروحة فى الولايات المضربة انذاك، ولاية بجاية تيزي وزو سكيكدة وبجاية، لكن ممثلي وزارة التربية تبنو خيار الردع والاستفزاز من خلال تعليمات خصم كامل أيام الاضراب فى شهر واحد.
بن غبريط تتجاهل الإضراب
إلى هذا، لم تدل امس وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط باي تصريح حول الاضراب الذي شنه عمال التربية خلال زيارة العمل التي قادتها الى ولاية غرداية، ابن اشرفت على افتتاح الندوة الوطنية حول البدائل البيداغوجية.
وقد أوضحت نورية بن غبريط امس أن هنالك عوائق تقف في وجه الأساتذة والتلاميذ على حد سواء، حيث يحتاج الأستاذ إلى التكوين بينما يجد التلميذ نفسه غير قادر على فهم واستيعاب الدروس، كاشفة عن تشخيص وإحصاء هذه الإشكاليات في سبيل إيجاد الحلول من خلال اقتراح البدائل البيداغوجية والتعليمية.
وأضافت بن غبريط أنه من خلال عمليات التقييم التي قامت بها الوزارة تبين أن التلاميذ لا يفهمون ما يقرؤون خاصة في مادة الرياضيات، التربية العلمية، معتبرة الفهم المكتوب وعدم التحكم في الكفاءة خطرا على مستوى الكفاءة في مجال تسيطر عليه الرقمنة، في ظل وجود عدد كبير من التلاميذ الذين لا يستوعبون ما يقرؤون ولا يتقنون استخلاص ما يفعلونه.
وقالت المسؤولة الأولى على قطاع التربية إن الدراسات المنجزة أظهرت تحليل رموز النص دون الاهتمام بالمعنى والتواصل، مضيفة أنه ونظرا لهذه الأسباب سيتم وضع مقاربة عرضية جديدة لتحسين قدرات التلميذ في فهم المكتوب.
نسرين محفوف