السبت , مايو 18 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / لقاءات متعددة بين مسؤولين جزائريين وأمريكيين:
واشنطن تعزز تعاونها الأمني مع الجزائر

لقاءات متعددة بين مسؤولين جزائريين وأمريكيين:
واشنطن تعزز تعاونها الأمني مع الجزائر

أثبتت الزيارة الأخيرة التي قادت رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا ( أفريكوم ) الجنرال توماس دي والدهاوزر ولقاءه كبار المسؤولين الجزائريين على درجة الاهتمام الذي توليه القيادة العسكرية الأمريكية للجزائر كدولة مهمة في المنطقة، إضافة إلى اجتماع مساهل، بباريس مع منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية نايتن سايلس.
قبل ساعات من توجه وزير الخارجية عبد القادر مساهل إلى العاصمة الفرنسية لعرض التجربة الجزائرية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب في المؤتمر الدولي الذي حمل نفس العنوان، كان قد استقبل الجنرال توماس دي والدهاوزر بالعاصمة الجزائرية، حيث عبر رئيس القيادة العسكرية الأمريكية عن رغبة ” الأفريكوم ” في ” استكشاف النشاطات المستقبلية للتعاون في المجال الأمني مع الجزائر “.
وتمحورت الجلسة حول التطلع إلى استكشاف النشاطات المستقبلية للتعاون في المجال الأمني بين الجانبين، في نفس السياق أوضح المسؤول الأمريكي أن زيارته إلى الجزائر ” تعد فرصة سانحة لمناقشة مع القادة الجزائريين انشغالاتنا المشتركة في مجالي الدفاع والأمن إضافة إلى عمل البلدين معا كشريكين متساويين لبناء مستقبل أفضل ليس فقط في الجزائر بل في كل إفريقيا الشمالية ” مضيفا أنه ” بفضل شراكة متينة فان بلدينا قادرين على محاربة الدوافع العميقة للإرهاب من أجل ترقية السلام والاستقرار “. ومن جانبه أوضح عبد القادر مساهل أن هذا النوع من اللقاءات ” يسمح بالقيام بتحاليل وتبادل الخبرات ” في مجال الأمن لاسيما على المستوى الإقليمي مضيفا أن هذا الاجتماع كان ” مفيدا ومثمرا ” بالنسبة للجزائر والولايات المتحدة الأمريكية ” بصفتها ” بلد صديق وعضو في مجلس الأمن الأممي “. كما أعرب عن أمله في تحديد الأفاق الرامية الى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وخصوصا مع أفريكوم بخصوص المسائل المرتبطة بالأمن.
في ذات السياق، التقى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل بباريس مع منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية نايتن سايلس على هامش مشاركته بباريس في الندوة الوزارية حول مكافحة تمويل الإرهاب، ودارت المحادثات حسب وكالة الأنباء الجزائرية، حول التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف.
و أعرب الطرفان عن ارتياحهما لنوعية التعاون القائم بين البلدين وعن إرادتهما ” في تعزيزه أكثر فأكثر” وعن ارتياحهما أيضا للتبادلات الثنائية في إطار الحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي حول مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب.
كما كان الوضع في المنطقة لاسيما أزمتي مالي وليبيا محل المحادثات، حيث جدد مساهل في هذا السياق التأكيد على موقف الجزائر بشأن ” ترقية الحلول السياسية لهذه الأزمات، في إطار احترام السلامة الترابية للدول وإرادة الشعوب “.
و أشار سايلس إلى ” تطابق وجهات النظر و التحاليل” بين البلدين مضيفا أن الجزائر تعد بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية ” شريكا هاما في مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي لاسيما بالنظر إلى تجربتها الغنية في هذا المجال”.
وتأتي هذه اللقاءات التي يقوم بها الجانبان الجزائري والأمريكي في سياق أمني خاص تعرفه منطقة شمال إفريقيا، يتميز بأزمتين متطابقتين، لهما علاقة مباشرة بالأمن القومي للجزائر، وهما الوضع في ليبيا وكذلك شمال مالي، حيث تؤكد الجزائر على الحل السياسي السلمي فيهما، وقدمت من أجل ذلك جهود دبلوماسية معتبرة في إطار اتفاق السلام الموقع سنة 2015 بين الحركات الأزوادية المسلحة والحكومة المالية، إضافة إلى نشاطها الدبلوماسي المكثف مع جميع الأطراف السياسية الليبية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وتأسيس دولة ليبية موحدة.
وحسب بعض المراقبين فإن الولايات المتحدة تبحث باستمرار رغم تغير الرؤساء في البيت الأبيض على تعزيز تعاونها الأمني الاستراتيجي مع الجزائر في ظل تنامي التهديدات الإرهابية في المنطقة، حيث لا تزال الولايات المتحدة تقود حربها ضد المجموعات المتطرفة في الداخل الليبي كما تبينه العمليات الأخيرة التي قادها سلاح الجو الأمريكي في منطقة قريبة من الحدود مع الجزائر، مع وجودها العسكري الميداني عبر قاعدة عسكرية جوية في شمال النيجر. هذا التعزيز الأمني سيكون لصالحها في ظل عدم مشاركة الجزائر في مجموعة القوة المشتركة لدول الساحل جي5 التي تدعمها فرنسا وفي وقت يعرف فيه التعاون الجزائري الأمريكي من جهة التعامل مع ” الأفريكوم ” نموا لافتا من خلال دعم القدرات العسكرية للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب والتنسيق المشترك وتبادل المعلومات لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود.
ورغم العلاقات المتينة التي تجمع الجزائر بالشريك التاريخي القوي روسيا تعرف العلاقات الجزائرية الأمريكية في نفس السياق شكل آخر من أشكال التعاون الوثيق بين البلدين، متمثل في دورات الحوار الاستراتيجي، حيث كان أول اجتماع لهذا الحوار في أكتوبر2013 بواشنطن خلال الدورة الخامسة للحوار العسكري المشترك الجزائري الأمريكي في حين احتضنت الجزائر الدورة الثانية منه في أفريل 2014. وجاءت الدورة الثالثة سنة 2015 في واشنطن.
وخلال زيارة عمل التي أدتها مساعدة المنسق المكلف بمكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، ألينا رومانوفسكي إلى الجزائر، تم الاتفاق مع وزير الخارجية عبد القادر مساهل على عقد الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية حول قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب خلال شهر جوان المقبل بالجزائر.
ووفق دراسة سابقة نشرها موقع ” معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ” فرغم التنويه بدور الجزائر في استتباب الأمن في السلم في المنطقة، تم انتقاد الاعتمادات المالية المخصصة للجزائر في إطار مبادرة شراكة الشرق الأوسط، معتبرة إياها بـ ” غير الكافية “، حيث قالت الورقة في هذا الخصوص ” لا يعقل أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في بناء تعاون أمنى مع الجزائر في ظل تهميش هذه الأخيرة مقارنة بجيرانها المغاربة، ورغم أنها تحتل المرتبة السادسة من حيث تزويد بالغاز الطبيعي والنفط. لكنها تبقى ثاني مستقبل للاستثمارات الأمريكية المباشرة في المنطقة وتقدر بـ 5 بليون دولار أغلبها في قطاع المحروقات والصناعة “.
ولتقوية التعاون مع الجزائر يتعين على الولايات المتحدة، حسب ذات الدراسة ” تطوير علاقات أكثر توازنا في منطقة دول شمال أفريقيا، وعلى وجه التحديد دفع المغرب إلى حل نزاعه مع الصحراء الغربية، من خلال الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وبعيدا عن مشكل الصحراء الغربية، على أمريكا أن تأخذ بعين الاعتبار أهمية الجزائر بالنسبة للمنطقة. الجزائر محورية بالنسبة للإستراتيجية الأمريكية في منطقة شمال إفريقيا والساحل “.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super