الأحد , مايو 19 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / فيروس كورونا غطى على كل الأحداث والمجالات:
2020 .. بين الوباء وانتظار اللقاح

فيروس كورونا غطى على كل الأحداث والمجالات:
2020 .. بين الوباء وانتظار اللقاح

تودع الجزائر على غرار دول العالم سنة 2020 على وقع ارتدادات فيروس كورونا الذي غير الموازين وفرض منطقه في كل القطاعات والميادين بلا استثناء، وسيبقى العالم يتذكر تاريخ 17 نوفمبر 2019، وهو اليوم الذي تم فيه اكتشاف أول إصابة بالفيروس في مقاطعة “يوهان” الصينية، ولم يكن يدرك العالم حينها بأن هذا الفيروس المجهري سيقلب عادات واقتصاديات الدول في القارات الخمس رأسا على عقب.
ورغم الإجراءات الإستعجالية المتخذة من طرف السلطات، لم يتوقف الفيروس التاجي ودخل إلى التراب الوطني، وكانت البداية يوم 25 فيفري 2019 أين أعلنت الجزائر عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، عادت لرجل إيطالي وصل إلى الجزائر يوم 17 فيفري.
ورغم تحرك وزارة الصحة بتأكيدها اتخاذ كل الإجراءات لمنع انتشاره، إلا أن سرعة كوفيد19 في الانتشار والعدوى كانت أكبر.. حيث تواصلت الإصابات ومعها الوفيات بعد تسجيل أول حالة بتاريخ 12 مارس 2020 بالمستشفى الجامعي بولاية البليدة، لتتصاعد الأرقام مع الوقت.. وتصل الذروة في حدود الألف إصابة في اليوم وهو ما أجبر وزارة الصحة لإعلان مخطط استعجالي ثاني، مؤكدة بأن “الجزائر مستعدة لمواجهة أي طارئ” وهو المخطط الذي ارتكز على خمسة محاور تتمثل في تعزيز المراقبة الصحية والوبائية والفيروسية وتنظيم الهياكل الصحية للتكفل الوقائي والعلاجي مع تعزيز التكوين والاتصال والتوعية والإعلام، هذا وكان المخطط خاضع لتغيير من حين لآخر وفق المستجدات الحاصلة داخل وخارج الوطن، وتم تأهيل معهد باستور الجزائر كمخبر مرجعي وحيازته على الوسائل الضرورية لتشخيص إلى جانب فتح العديد من المخابر في الكثير من ولايات الوطن بـ 29 مخبر و2500 تحليل يومي للكشف عن فيروس كورونا، في مختلف مناطق الجزائر .
وتظل الجزائر على غرار دول العالم تكافح الفيروس التاجي من خلال إجراءات الحجر الصحي والوقاية، في حين ظلت الأرقام ترتفع وتنخفض وعدد الحالات المؤكدة وصل ذروته يوم 10 نوفمبر الماضي، أين سجلت الجزائر أعلى حصيلة للإصابات بكورونا فاقت الألف إصابة، وارتفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة المسجلة في البلاد إلى أكثر من 95 ألف و203 إصابة في ظرف عشرة أشهر وعدد إجمالي للوفيات فاق 2666 حالة و63 ألف و260 حالة تعاف من الفيروس.‎
فيما تترقب الجزائر على غرار كل دول العالم اللقاح الذي يخلص البشرية من كابوس هذا الفيروس، بفيروس كورونا في العالم، أكثر من 65 مليون حالة، بينها أكثر من مليون و500 ألف وفاة، منذ بدء تفشي الوباء، في حين أنه مع بداية أوت 2020 بدأت المخابر العالمية تتحدث عن لقاحات كورونا المنتظرة، وفي سباق لإنتاج لقاح سريع ضد الفيروس وإعلان عن أكثر من 100 مشروع علمي لإنتاج لقاح في ظرف وجيز واحتل الصدارة لقاح “بيونتيك-فايزر” الألماني الأميركي إلى جانب لقاح “كانسينو بيولوجيكس” الصينيي وقد حقق نتيجة جيدة في إنتاج الأجسام المضادة ، إلى جانب لقاح ” سبوتنيك” الروسي.
ومع نهاية 2020 وبداية2021 تتسارع خطط التلقيح في كل أنحاء العالم وأصبحت بريطانيا أول دولة غربية تشرع في استخدام لقاح بيونتيك – فايزر، لتتبعها كندا والبحرين والسعودية وفرنسا أمريكا وألمانيا، بينما شرعت روسيا والصين حملات تلقيح بلقاحات منتجة محليا.
هذا وانطلقت الجزائر في التحضير لاقتناء اللقاح ووجه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون ، أمرا للحكومة بالشروع في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا في جانفي المقبل، وتواصل حكومة عبد العزيز جراد، التنسيق مع اللجنة العلمية لمتابعة الوضعية الوبائية، لاختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كورونا والذي سيتم الإعلان عنه الشهر المقبل.
وتم تنصيب لجنتين تقنيتين للتحضير لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وتضم اللجنة الأولى خبراء صحة محليين لدراسة اللقاح الأنسب في السوق، أما الثانية فتضم كوادر من وزارتي الداخلية والصحة لتوفير ظروف نقله وتخزينه بعد اقتنائه، وحاليا تتواصل المفاوضات مع مخابر إنتاج لقاح كورونا عبر العالم في مرحلتها الأخيرة دون تقديم تفاصيل أكثر حول نوع اللقاح الذي سيتم اختياره.

إعادة الرعايا الجزائريين إلى أرض الوطن
الحديث عن كورونا وانتشار الفيروس في الجزائر، ربطه الكثير بالنقل الجوي وفتح المجال أمام الرعايا الجزائريين، خاصة وأن أول حالة في الجزائر كان سببها رعية إيطالية، وتحت ضغط كبير كان خيار السلطات العليا في البلاد اللجوء لغلق الحدود مع العالم كإجراء إحترازي، ورغم عمليات الإجلاء التي مازالت متواصلة، ورغم الخسائر التي تكبدتها الخزينة العمومية، كان غلق القرار الذي لم تتراجع عنه الدولة وتحدث عنه مطولا وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، وقال إن “فتح المجال الجوي أو الحدود البرية حاليا فيه خطورة”.
وعلى مدار عشرة أشهر تواصل الجهات الوصية التمسك بهذا القرار حفاظا على صحة المواطنين في ظل تحور الفيروس ومواصلة انتشاره، في المقابل لم تتخل الجزائر عن مواطنيها الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، وهذا منذ أول عملية إجلاء تمت بتاريخ 17 فيفري.
وبلغ عدد الرعايا الجزائريين الذين تمت إعادتهم إلى أرض الوطن 30.863 مواطنا منذ مارس المنصرم، حيث وفرت السلطات الجزائرية لهذا الغرض أكثر من 115 رحلة جوية و4 رحلات بحرية بالإضافة إلى عمليات الإجلاء التي تمت عبر الحدود البرية للمواطنين الذين كانوا عالقين في تونس وليبيا وموريتانيا ، والأهم أن جميع العائدين خضعوا للحجر الصحي الإجباري لأسبوعين في فنادق وفرتها السلطات لذلك.

تضحيات الجيش الأبيض
ولا يمكن تناسي تضحيات الأطباء والعاملين في قطاع الصحة أو ما أصبح يعرف بـ”الجيش الأبيض” في الجزائر والذي خسر ما يزيد عن 150 عاملا في هذا القطاع، بعد تسخير حياتهم لإنقاذ الأرواح المهددة بالموت بسبب الفيروس التاجي، ويقول عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا، البروفيسور بقاط بركاني، أنّ “الجزائر اليوم أمام تحدي جديد في ظل تحور الفيروس”، ولا مزيد حسب البروفيسور للتأخر في اقتناء اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وحسب رئيس عماد الأطباء، في حديثه مع “الجزائر” فإن الدراسات العلمية التي أجريت في أكبر المخابر العالمية أثبتت أن العلاج الوحيد للوباء هو التلقيح.

سلالة ثانية لكورونا
يأتي كل هذا في وقت تشهد العديد من الدول تحور جديد للفيروس والذي يزيد من عدد الإصابات بسبب سرعة عدواه وبات الخبراء في سباق مع الزمن لكشف غموض الفيروس في شكله الجديد.
رزاقي جميلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super