الأحد , مايو 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة علاوة وهبي: كاتب ضيعه المسرح.. أم هو ضيع المسرح

مساهمة علاوة وهبي: كاتب ضيعه المسرح.. أم هو ضيع المسرح

 

الكاتب القاص طارق لحمادي، اعتبره من الاسماء الاكثر جدية في كتابة القصة القصيرة .صدرت له عدة مجاميع قصصية، ويبدو انه اكثر .التصاقا بالقصة منها بفنون أخر

بحيث حسب معلوناتي لم ينجر وراء غواية تجريب الاشكال الأخرى، كما يفعل الكثير ولكنه بقي مخلصا وربما عاشاقا وفيا للقصة القصيرة ولم يخض الا تجربة وحيدة واحدة في كتابة المسرحية.

من اعماله القصصية يمكن ان نذكر: “سارق الفرح” و “أشجار عارية”، “اشياء الليل” و”الأجنحة والكشف”، “وطائر بلا روح ” وجل اعمال طارق القصصية لقيت صداها الجميل في الوسط الادبي وربما احتفي بها خارج الجزائر اكثر من الجزائر.

لم يكتب طارق للمسرح سوي نص وحيد نعتبره يتيمة الدهر في مساره الابداعي او هو بيضة الديك كما يقال، ولست أدري لماذا لم يواصل الاديب المبدع لحمادي المغامرة في كتابة النص المسرحي رغم ان نصه الاول والأخير لحد الان “الليلة الاخيرة لشهريار” ان لم تلعب بي الذاكرة لعبتها، نص لقي صدي جيدا في الوسط المسرحي وقدمته بعض الفرق عندنا وتم استقباله من طرف الجمهور بشكل جيد نظرا للموضوع الذي يتناوله فيه طارق وارتكازه علي التراث وحكاية شهريار وشهرزاد التي لها ارتباط بالذاكرة الشعبية في الموروث القصصي في المجتمعات العربية ويختار طارق من ليالي شهريار الذي اعتاد علي قتل كل من يتزوجها ولم تهزمه وتتغلب عليه إلا شهرزاد، اختار طارق الليلة الاخيرة لتكون نهايته، يموت شهريار وتبقي شهرزاد، اي تبقي القصة والحكاية تبقي راوية القصص وكأني بطارق هنا كذلك ينتثر لفن الحكي والقص يقتل المستمع ويبقي القصة..

لكن ليس هذا مربط الفرس، كما يقال كذلك انما الذي اردت الوصول اليه من الذي خسر الأخر هل المسرح هو الذي خسر لحمادي ام ان لحمادي هو الذي خسر المسرح في كلا الحالتين كلاهما خسر الاخر، وكنت شخصيا وبعد ان شاهدت نصه الاول علي الركح اتوسم فيه خيرا في الكتابة للمسرح ومده بنصوص جيدة بناء علي مستوي نصه الاول.

اتمني ان يعود الصديق لحمادي الى تجربة الكتابة للمسرح، كما اتمنى ان يقترب المسرحيون منه ومن نصه الاول وإعادة انتاجه من جديد برؤية جديدة .وفق ما تتطلبه المرحلة، هل نري او نقرا للصديق لحمادي مستقبلا نصا مسرحيا جديدا او نشاهد شهرياره على الركح من جديد.

لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة” كراك” المسرحية بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان” الضوء” الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. و له عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، و مجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية “ألف مرحي” لمحمد ديب، و”استراحة المهرجين” لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.

علاوة وهبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super