أما نص (داخليا.. خارجيا نهار) فرغم انه يستند كذاك على الحكاية والذكريات إلا انه يختلف عن طفل مثل الآخرين هنا يستخدم محمد روابحي الشعر في رواية حكاياته وذكرياته في السجن ورؤيته المدن فكلما دخل تلي بيته يكون الليل وكلما خرج يكون النهار .والنهار يختلف عن الليل فإذا كان النهار نعيش فيه الذي نراه أمام أعيننا فان الليل يدفعنا لاستعادة ما عشناه من قبل في نهاراتنا وفيه تأتي الذكريات تباعا ولا تترك لنا مجالا للهروب منها ويكون الليل ونحن ممددين علي سرير النوم وكأننا ممددين علي سرير المرض ونحكي لأبنائنا المتوهمين الحكايا والأحداث التي عشناها أو كنا فاعلين فيها، ولا نريدها أن تضيع.
يقول محمد روابحي عن ذكرياته لحب القراءة منذ طفولته.. (كان الميترو هناك، وكان يحدث ضجيجا غير محتمل. وكان هناك الكثير من الناس وكنا وقوفا،.وأنا اقرأ كثيرا، كنت اقرأ وأنا واقف وأعود إلى مسكني وإلى العمل كنت اقرأ وأنا واقف أو ماشيا، وهكذا تشكل وتكون عندي ذوق للعمل ودفعني لحب الشعر والأدب)
عمل محمد روابحي قبل احتراف الكتابة في عدة أنواع من العمل ومهن مختلفة ومتنوعة جعلته يحب الناس البسطاء مثله من العاملين البسطاء وجاء انعكاس كل ذاك في مسرحياته التي كتبها بأسلوب شاعري وعكس فيه حياة بسطاء الناس متغنيا بالإنسانية.
يقول محمد عن المسرح (المسرح هو الكتاب، هو الكتابة وهذا ما يعجبني، منت عاشقا للكتب والشعر سواء فيما يخص روستان أو راسين أو كولتيس (كلهم كتاب مسرح)، إننا نبدأ من هنا كانت لي علاقة خاصة بالكتاب وهكذا طبعا وصلت إلى المسرح.
ويزيد (عندما بدأنا العمل لم يكن ذلك لأننا كنا نحب تحطيم كل شيء، وإنما لأننا كنا نحب أن نبدع ريبرتوار جديد أن نتحدث عن اليوم فنصوصي الأولى كانت عن عالم العمال عن أشياء اعرفها انه الجانب الشعبي والجانب الذي نحبه في المسرح والذي كنا نحب الدفاع عنه وإبرازه كان علينا أن نذهب ضد نوع من الومضة.(
ولا يكتفي محمد روابحي بهذا فقط فيضيف قائلا( نقدم المسرح للناس. يبدو هذا غباء، ولكننا نعمل من اجل والجمهور. وأنا اكتب للممثلين انه شيء خاص جدا، لنا علاقة تواصل انه الخيط الذي لا يجب أن يقطع. فدونه لا جدوى إننا لا نكتب المسرح للقراءة إننا نكتب المسرح ليؤدي هذا النوع من الكتابة من الأدب لا بد أن يجسد إن يكون حيا ومتحركا(.
حيا ومتحركا هكذا هو المسرح الحي الذي لا تثقله الترهلات اللغوية والكلمات الفضفاضة والسجع والمهاترة اللفظية التي لا تقولوا أي شيء في النهاية ولا الحركات المجانية التي تثير الضحك المجاني كذلك.
من نص محمد روابحي داخليا.. خارجيا نهار
بداية النص
سأخرج سوف التقي عائلتي
سأجد سريري
ساجد أغطيتي ورائحة أغطيتي
سوف أجد نومي
سأشتري جوارب
سأمشي
سوف امشي في الشارع
ثم أعود إلى بيتي
ثم ادخل إلى بيتي
ثم أعود واخرج لأمشي في الشارع ليلا
وأعود إلى بيتي
وأنام.. أنام وحيدا
واستيقظ ويكون يومان وأنا بالخارج
واستيقظ ويكون يومان منذ خروجي
سأخاف. وسأعرف الخوف من جديد
)من نفس النص)
النهاية
انه الليل.. اسمع صوت القطار الذي يعبر المدن وأنا متمددا
لقد نسيت كل شيء
أرى الأضواء التي تمر علي وجهي
إنني أتنفس.. لست بارد. إذن أنا حي
إنه محمد روابحي الكاتب المسرحي الذي لا يشبه الآخرين
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة ״كراك״ المسرحي بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان ״الضوء״ الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. وله عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، ومجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية ״لمحمد ديب״، و״استراحة المهرجين״ لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي