يعود المهرجان الدولي للسينما بالجزائر –أيام الفيلم الملتزم-، في طبعته الحادية عشر مجددا هذه السنة، حيث ستجري فعاليته من 2 إلى 10 ديسمبر المقبل، بعد غياب فرضته جائحة كوفيد-19 لعشاق السينما الجزائريين العودة إلى قاعات العرض السينمائي بالعاصمة.
وأكدت محافظة المهرجان زهيرة ياحي، أن هذه العودة إلى الساحة الفنية، ستكون طبعة استثنائية عبر إبداعات جديدة وأكبر عدد من الأفلام المقترحة على الجمهور، ومحاور موضوعاتية جد متنوعة، كما سيكون موعدا للاحتفال بالذكرى الستين لاستعادة السيادة الوطنية.
ويعرف المهرجان كعادته تنظيم مسابقة مقسمة إلى الفيلم الطويل الخيالي والفيلم الطويل الوثائقي والفيلم القصير وأربعة عروض أولية جزائرية، فضلا عن ستة محاور موضوعاتية، كما يقترح برنامج المهرجان محاور موجهة للذاكرة “الذكرى الستين للاستقلال” و”تلاقي” مخصصة لأفلام فقدت وتم إيجادها وترميمها ومحور “سينما، ذاكرة، مقاومة”.
ويرتقب أن يخصص المهرجان في إطار رؤية بيداغوجية وزخم تحسيسي، محورا للمسألة البيئية موجه خاصة للشباب، فضلا عن محور حول “المرأة” و برنامج “اكتشاف” لترقية الأفلام الأولى أو الأفلام الطويلة الأولى، أما الأفلام المتنافسة وإعادة عرضها، فقد تمت برمجتها في قاعات ديوان رياض الفتح، فيما ستجري المحاور الأخرى في كل من قصر الثقافة مفدي زكريا وقاعة السينماتيك بالجزائر.
يذكر أنه تم تكريم المخرج السينمائي الكبير موسى حداد في الطبعة العاشرة من المهرجان، كما حصد فيه الفيلم الوثائقي “143، شارع الصحراء” للمخرج حسان فرحاني والفيلم الروائي “البرج (وردي)” لمخرجه النرويجي ماتس جرورد، كبرى الجوائز، بينما تحصل الفيلم الوثائقي “الجانب الآخر للتاريخ” للمخرجة الصربية ميلا تورايليتش على الجائزة الخاصة للجنة، في حين تحصل فيلم “على خطى ماماني عبدولاي” لمخرجته النيجيرية أمينا عبدولاي ماماني على “تقدير خاص” من اللجنة، وعادت الجائزة الكبرى في صنف الأفلام الروائية الطويلة لفيلم “وردي” (البرج) بإنتاج مشترك نرويجي فلسطيني، وفيما يخص الأفلام القصيرة، فقد منحت لجنة التحكيم الجائزة الكبرى “القبلة إلى مكة” لمخرجه السويسري جون ايريك ماك.
ووقع اختيار الجمهور بالإجماع على الفيلم الروائي “مناظر خريف” لمخرجه مرزاق علواش، و”بولدوك” للكندي فرانسوا بوفيي، و”سترة” لمخرجه عبد الله عقون، و”الصيف المغدور” لمناد امبارك، و”143، شارع الصحراء”، الذي تحصل أيضا على “جائزة غاندي”، وهي تكريم منحه له المجلس الدولي للسينما والتلفزيون والاتصال السمعي البصري.
والمهرجان الدولي للسينما بالجزائر الذي تم تأسيسه في سنة 2009 في شكل “أيام للفيلم الملتزم”، قد استطاع في وقت وجيز فرض نفسه كحدث سينمائي هام في العاصمة والمعروف ببرنامجه الذي يقترح على عشاق السينما، أفلاما كبيرة ملتزمة و التي غالبا ما تكون بعيدة عن سياق السينما التجارية، كما يعطي المهرجان، سيما من حلال القضية الفلسطينية و الصحراوية ومقاومة فلاح اسكندنافي للحفاظ على طريقة عيشه، الفرصة لعشاق السينما الجزائريين، ليكتشفوا عبر عشر طبعات، أعمالا لا تتواجد عبر قنوات التوزيع والالتقاء بكبار المنتجين بالجزائر.
صبرينة ك