السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الخبير الفلاحي، لعلا بوخالفة، لـ"الجزائر"::
“تغيير النمط الزراعي بات أكثر من ضرورة للتأقلم مع التغيرات المناخية”

الخبير الفلاحي، لعلا بوخالفة، لـ"الجزائر"::
“تغيير النمط الزراعي بات أكثر من ضرورة للتأقلم مع التغيرات المناخية”

أكد الخبير الفلاحي، لعلا بوخالفة، على ضرورة التأقلم مع التغيرات المناخية في المجال الفلاحي عن طريق توجيه الزراعة حسب خصوصية كل منطقة، كتوجيه زراعة الحبوب نحو الجنوب بصفة أكبر، وزراعة الأشجار المثمرة بالهضاب العليا أما الخضر والفواكه فبالمناطق الساحلية، لضمان مردودية أفضل والتغلب على المشاكل والخسائر التي قد تحدث نتيجة هذه التغيرات المناخية.
وقال بوخالفة في تصريح لـ”الجزائر” إنه “لا بد من استخلاص العبر والدروس من التغيرات المناخية التي تحدث حاليا والتي أثرت بشكل واضح على الزراعة، خاصة وأن هذه التغيرات هي ظواهر طبيعية وستستمر لمدة طويلة، ما يستدعي التحرك لوضع نموذج زراعي يتماشى مع الوضع المناخي الجديد”.
ويرى الخبير الفلاحي أنه لتفادي الكثير من المشاكل والخسائر التي تلحق بالمحاصيل الزراعية نتيجة التغيرات المناخية، من شح الأمطار أو تأخر نزولها والجفاف والتوترات المطرية -تساقط الأمطار في فترة غير معتادة فيها على التساقط- والحرارة المرتفعة، لا بد من التوجه نحو الزراعات المتخصصة، أي تتم زراعة محاصيل محددة بمناطق معينة تثبت الظروف المناخية أنها ملائمة لها وتضمن مردودية أفضل لو تمت زراعتها بمناطق أخرى.
وفي هذا الصدد، قال بوخالفة، إنه يمكن توجيه زراعة الحبوب أكثر نحو المناطق الجنوبية من قمح شعير وخرطال، إضافة إلى النباتات الزيتية مثل عباد الشمس والصوجا، وأكد أنه بالإمكان تحقيق مردودية تقدر بـ80 قنطار في الهكتار في الزراعات الاستراتيجية خاصة منها الحبوب، إذا ما تم التوجه نحو الزراعات في الجنوب، وهو ما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المواد، و المقدر بـ80 مليون قنطار دون احتساب المخزون الاستراتيجي.
وأوضح المتحدث ذاته، في هذا السياق أن المعدل السنوي لمردودية الحبوب حاليا تقدر بحوالي 17 ألف قنطار في الهكتار والجهات الوصية تعمل عل بلوغها 60 إلى 70 قنطار في الهكتار، غير أنه يمكن بلوغ 80 قنطارا في الهكتار إذا ما تم تكثيف زراعة الحبوب بالمناطق الصحراوية التي تتوفر على كل الشروط لنجاح هذه النوع من الزراعات، سواء من شساعة الأراضي أو من حيث توفر المياه –جوفية- ولا تعتمد على تساقط الأمطار كما في المناطق الشمالية- توفر الطاقة، الخبرة، والإمكانيات المالية.
غير أن الخبير الفلاحي شدد على ضرورة أن تكون هناك مرافقة ومراقبة ميدانية لتحقيق هذا الرقم من المردودية في الزراعات الإستراتيجية في الجنوب، سواء تعلق الأمر باختبار البذور ذات النوعية الجيدة، احترام المسار التقني، واحترام أوقات استعمال الأسمدة مع اختيار المناسبة منها السقي وغيرها.
واعتبر الخبير الفلاحي، أنه يمكن اعتماد زراعة الأشجار المثمرة، من شجرة الزيتون والمشمش، والجوز والتفاح وغيرها بالمناطق الداخلية -هضاب عليا- بالنظر لطبيعة المناخ بالمنطقة الذي يتلاءم من هكذا أنواع من الزراعات، مع تخصيص المناطق الساحلية لزراعة مختلف أنواع الخضر، إضافة إلى أنواع من الفواكه.
ويرى أنه عن طريق تخصيص لكل منطقة زراعة معينة وفقا لطبيعتها وخصائصها يمكن بلوغ نتائج جيدة في مختلف الشعب الفلاحية، ومن ثمة تحقيق الاكتفاء الذاتي من العديد من المنتجات الفلاحية.
وأشار بوخالفة إلى أنه حاليا 75 بالمائة من احتياجات البلاد من المواد الغذائية الفلاحية تنتج محليا، ويمكن عن طريق وضع الإستراتيجية المذكورة آنفا، بلوغ اكتفاء ذاتي 100 بالمائة، في مختلف الشعب الفلاحية لاسيما الإستراتيجية منها، وذكر بالأهمية التي توليها الحكومة لتطوير هذه الشعبة- الحبوب- بالخصوص في الفترة الأخيرة، و تخصيصها لمحيطات واسعة في المناطق الجنوبية لزراعتها.
كما أشار في السياق ذاته، إلى الإهتمام الذي تحظى به الحبوب التي تستخلص منها الزيوت الغذائية، كعباد الشمس والصوجا والسلجم، واعتبر أن هناك تشجيعا كبيرا للمستثمرين في هذا المجال، لاسيما أنه تم تدشين أكبر مصنع في إفريقيا والرابع عالميا المتخصص في طحن البذور الزيتية بولاية بجاية، وهذا ما سيقدم دفعا أكبر للمزارعين للتوجه أكثر نحو هذه الزراعات الهامة.
وشدد الخبير الفلاحي على أهمية استعمال وإدراج التقنيات الحديثة في المجال الزراعي والابتعاد عن الأساليب التقليدية، كما أكد على أهمية الرقمنة في القطاع، لتحديد المحيطات، المياه، نوعية الأساليب الزراعية الواجب إتباعها، لضمان مردودية أكبر.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super