جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
انتقدت صاحبة دار ميم للنشر آسيا علي موسى الهجمات الكثيرة والاستياء مما يحدث من هذر وسيل وانهمار وتبديد حتى وإسراف، في النشر، وكلام عن الرداءة وابتذالها، مضيفة أنها تحاول قدر المستطاع أن تنتصر للجمال ولرؤية خاصة للكتابة، إلا أنها تؤكد أن الأمر يؤذي فعلا، فقراءة أعمال لم تتجهز بعد ولم تنضج لتخرج في هيئة كتاب، لذلك فإن المسؤولية يتحملها الناشر والكاتب على حد سواء-.
آسيا علي موسى وفي حديثها قالت بأنه ووسط هذا الزخم نفاجأُ بأعمال واعدة جدا، شباب يدري ما يصنع، ويرى ما يريد ويبصر طريق الكتابة جيدا، شباب تجاوز في وعيه وأدواته أقرانه في زمن ولى، شباب يقرأ ويبحث، مسلحا بما تحتاجه الكتابة من لغة وخيال و رؤية، يصنع جيلا جديدا من الكتّاب، و يعطي أملا في غد مشرقٍ. شباب فسحت له الحداثة وما تحمله من أدواتٍ، أبواب النجاح الذي أراه قادما لا محالة والذي سيحاكي حتما مستويات الكتابة التي بلغها غيره في بلدان نراها أرقى وأقدم تجربة وأعرق تقاليدا.
وأضافت أن هذا العالم لم تعد تغلقه حواجز ولا حدود، والكل يغرف مما يريد وينهل، وإني بحكم وجودي في هذه المنطقة أرى ما لا ترون من قطوفٍ تقول زمنها وأرضها وتصنع مجدها القادم، ولا بلاد ستخلو يوما من الكتابة.. ولكن، أهم ما في الأمر –تقول- أن يواصل هؤلاء على نفس النهج، ولا يصيبهم الغرور أو الفشل، وان يكتبوا مكانهم أيضا وليس فقط زمانهم، لان نسخ تجارب أمم أخرى لن يضيف لنا شيئا وعلى الكاتب أن يبدأ من حيث هو ويضيف إلى العالم، نفسَه ومجتمعَه.
وأبرالنقطة الثانية الأهم، إنه على الناشر أن يرافق بكثير من الرحمة والوعي من يتوسم فيهم خيرا، بالدعم والاحتواء والتوجيه و الودّ، مؤكدة أن مجال النشر يحتاج إلى الكثير من الودّ وصفاء النوايا لأنه عقد شراكة و ميثاق أسرة غليظ.
واعتبرت آسيا علي موسى أن النقد والتوجيه والاستهجان لهذه المجازر التي ترتكب في حق اللغة والكتابة جميل، لكنها طمأنت الجميع بأنه هناك قادم تغطيه هذه الرداءة، وهو الأمر الذي سيبقى على الأكفأ والأقدر على الكتابة، فقط علينا أن نثق في هذا الشباب الذي سيحدث التغيير المرجوّ في كل المجالات.
صبرينة ك