جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
رفض عضو الهيئة الرئاسية لجبهة القوي الإشتراكية، حكيم بلحسل الحديث عن انحراف الحزب عن خطه وهو من بين الانتقادات التي وجهتها القاعدة النضالية في بعض الولايات عقب لقاء وفد من الحزب برئيس الجمهورية مؤخرا. واعتبر بلحسل أنه من غير المعقول أن تدعو تشكيلته السياسية إلى الحوار في خطاباتها من جهة وترفض الاستجابة له.
وأوضح حكيم بلحسل في تصريح لـ”الجزائر” تعليقا على الغليان الذي تعيشه بعض فيدراليات الحزب في بعض الولايات والبيانات المتتالية “ما تعيشه بعض الفيدراليات اليوم وما تطلقه من أوصاف لا يخفينا كقيادة لأن الأمر نابع من الخوف على الحزب أكثر منه رغبة في إعادة الحزب لنقطة الصفر”.
وأضاف “لقاؤنا مع الرئيس كان في العلن، وذكرنا أن استجاباتنا للحوار كان من أجل الحوار وعرضنا النقاط التي تمت مناقشتها ولم يكن من أجل التفاوض للقول إن الأفافاس انحرف عن خطه أو المبادئ التي تأسس عليها، والتغيير الذي يبحث عنه الجميع لن يأت بين عشية وضحاها بل بالحوار”.
وتابع: “الحزب عاش في السابق حالة من الغليان ووصلت حتى حرق مقرات الحزب في بعض الولايات بسبب إحدى المواقف التي اتخذها الحزب غير أنه ومع المرور الوقت أدرك المناضلون صحة ما تقوم به القيادة والأمر ذاته اليوم فسيدرك المناضلون بأن ما نقوم به يصب في صالح البلاد والحزب ولا أهداف خفية ولا مصالح ضيقة”.
كما اعتبر بلحسل أنّ القيادة الحالية تحضى بالشرعية وتمثل القاعدة النضالية لكونها جاءت عبر الصندوق وذلك من خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الحزب شهر جويلية الفارط، مشيرا إلى أنه لا حديث اليوم عن الشرعية التي تم الفصل فيها وطويت صفحتها ولا عودة لنقطة الصفر كما أكد على أن الحزب ماضي في تجسيد خارطة الطريق التي رسمها للمرحلة المقبلة لاسيما مع عودة الحزب للواجهة السياسية وبداية نشاطه واستعداده لإطلاق مبادرته و السعي لإنجاحها.
وبعد لقاء القيادة الحالية لرئيس الجمهورية عبرت العديد من فيدراليات الحزب عن تنديدها بهذه الخطوة في بيانات لها وراحت أبعد من ذلك لوصفها بالغير الشرعية ولا تمثل القاعدة النضالية وطالبت برحيلها.
اتصالات مع شخصيات وأحزاب حول المبادرة
وعاد حكيم بلحسل للحديث عن مبادرة تشكيلته السياسية والتي تهدف لتنظيم حوار وطني وجمع الجميع على طاولة واحدة دون إقصاء لمناقشة وضعية البلاد الراهنة ومحاولة إيجاد حلول لكافة الأزمات التي تتخبط فيها.
وذكر بلحسل في هذا الخصوص: “الأفافاس طرح مبادرته ويهدف لتجسيد الإجماع الوطني ولا أهداف خفية وراء ذلك بل مصلحة البلاد وفقط وهو الأمر الذي قلناه الأمس ونعيده اليوم بأن الحوار الوطني هو الحل الوحيد لإخراج البلاد من الوضعية الراهنة وأولى الخطوات بدأت تظهر في سلسلة اللقاءات التي ينظمها الرئيس مع مختلف التشكيلات السياسية”.
وتابع : “أرضية المبادرة الأولية ستكون جاهزة هذا الأسبوع وشرعنا في سلسلة اتصالات مع شخصيات وتشكيلات سياسية بخصوص هذه المبادرة في انتظار انطلاق اللقاءات الرسمية الشهر الجاري”.
وأضاف: “هذه الأرضية ستكون محل نقاش ودراسة وإثراء من مختلف الشخصيات التي سيتم الإلتقاء بها للوصول للأرضية النهائية”، وعبر بلحسل عن تفاؤله بنجاح مبادرة “الأفافاس” بالقول: “سنحاول إقناع الجميع بمبادرتنا لأنها تصب لصالح الجزائر”.
كما رفض بلحسل في السياق ذاته الخوض وإبداء موقف للحزب من “تكتل نداء الوطن” الذي تم إطلاقه بحر هذا الأسبوع واكتفى بالقول: “هذه هي الديمقراطية والديناميكية التي تعيشها الساحة السياسية”.
وعن إمكانية عرض المبادرة على ما كان يسمى بأحزاب الأغلبية أو الموالاة سابقا قال بلحسل :”هذه المسألة سيفصل فيها المجلس الوطني ولا يمكنني الحديث عن ذلك.”
الحسم بعد استدعاء الهيئة الناخبة
وفي ظل حديث مختلف الأحزاب السياسية عن جاهزيتها للتشريعيات المقبلة ووصفها بالمحطة المهمة في عملية بناء مؤسسات الدولة وإحداث القطيعة مع المرحلة السابقة ومع الممارسات التي شوهت المجالس المنتخبة، أكد بلحسل بأن “الأفافاس” لا ينظر للتشريعيات المقبلة كحل للوضعية الراهنة للبلاد غير أن هذا لم يمنعه من القول بأن حزب جبهة القوى الإشتراكية سيكون له موقف من هذه الإستحقاقات بعد استدعاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون للهيئة الناخبة .
وذكر في هذا الصدد: “بالرغم من موقفنا بأن الإستحقاقات الإنتخابية ليست الحل للوضعية الراهنة للبلاد و ضرورة الذهاب للحوار الوطني كأولوية لتحقيق الإجماع الوطني غير أن موقف الحزب من التشريعيات سيكون بعد استدعاء الهيئة الناخبة بحيث سيجتمع المجلس الوطني لدراسة ومناقشة المسألة ومشاركة الحزب من عدمها”.
زينب بن عزوز