جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دعا أخصائيون في الصحة العمومية للعودة إلى احترام تدابير الوقاية والرفع من وتيرة التلقيح، خاصة بعد إعلان معهد باستور أن السلالة ب.أ.5 من كورونا وراء حالات الإصابة بالوباء، كما أرجع ارتفاع الإصابات في بعض المناطق إلى هذه السلالة.
وفي هذا السياق، أوضح المختص في الأمراض المعدية وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا، البروفيسور إلياس أخموك، أن ارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس التاجي في الأيام الأخيرة ناتج عن انتشار متحور فرعي من أميكرون المسمى ب.أ.5 حيث أن هذا المتحور موجود منذ 3 أشهر ولكن بدأ ينتشر خلال الفترة الأخيرة بشكل أوسع في الجزائر.
وأوضح أخموك في تصريح لـ”الجزائر” أن “انتشار هذه السلالة ليس لها أي علاقة بفتح المطارات والحدود أو عودة المغتربين لأنه مهما حاولنا الغلق لا يمكن منع الفيروس من التغير أو التطور”.
ودعا المتحدث ذاته إلى الرفع من وتيرة التلقيح خاصة بالنسبة للفئات الهشة صحيا من الذين يعانون من نقص المناعة وذلك لحمايتهم من السلالات الفرعية الجديدة.
كما أشار إلى ضرورة التعايش والتأقلم مع الفيروس وهذا باحترام الإجراءات الوقائية خاصة في الأماكن المكتظة والمغلقة حتى نتجاوز هذه الموجة دون العودة إلى نقطة الصفر.
من جهته، أفاد الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحاليل الطبية، محمد ملهاق، أن متحور أوميكرون الجديد ب.أ.5، لديه نفس خصائص ب.أ.2 ولكنه سريع الانتشار والعدوى، ولديه الأعراض المعروفة من الحمى والسعال والصداع والتعب، إضافة إلى فقدان حاستي الشم والتذوق وبعض أعراض الجهاز الهضمي ومنها القيء والإسهال.
وأوضح ملهاق لـ”الجزائر” أن خصائص الفيروس تكمن في سرعة أو بطء الانتشار، الخطورة والخاصية الثالثة الهروب المناعي أو مقاومة اللقاحات والأجسام المضادة بالنسبة للمصابين من قبل من غير الملقحين، مشيرا إلى أننا لم نصل بعد إلى المناعة الجماعية لذلك يجب التعايش مع الفيروس.
وأضاف المتحدث أن الجزائر لم تدخل بعد في الموجة الخامسة، بل نحن مع بداية الارتفاع في وتيرة عدد الإصابات بكورونا ولتفادي وقوع الأسوأ يجب التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية الطوعية المعروفة، على غرار ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة والأماكن المزدحمة وتفادي الازدحام.
وجدد المتحدث دعوته للمصابين بالأمراض المزمنة التوجه للتلقيح كوسيلة أنجع لتفادي المضاعفات الصحية في حال الإصابة.
من جانبه، أكد المختص في الصحة العمومية، محمد كواش أن النسخة الفرعية ب.أ5 لمتحور أميكرون ليست خطيرة ولديها أعراض تشبه الزكام من الحمى والصداع والسعال والشعور بالإرهاق وألم في المفاصل إضافة إلى الإسهال.
وأوضح كواش في حديث مع “الجزائر” أنه “لا يسبب ضيقا في التنفس مقارنة بالمتحور دالتا، لذلك فإن المتحور ليس خطيرا ولكن يجب أخد الحيطة والحذر، لأن دالتا مازال موجود وعند الإصابة بأميكرون وفروعها قد تضعف المناعة وبالتالي تصبح الرئة أرضا خصبة لدالتا”.
ودعا كواش إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر عبر الالتزام بالتباعد الجسدي ووضع الكمامة والرفع من وتيرة التلقيح ضد كورونا.
للإشارة، فقد أكد معهد باستور، أن وباء كورونا لم ينته وذلك بظهور سلالات فرعية جديدة، وأوضح معهد باستور في بيان توضيحي له أن “الزيادة المسجلة في درجة انتشار السلالة الفرعية ب.أ.5 من فيروس كورونا ابتداء من 3 جويلية ارتبطت بارتفاع طفيف في عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 خلال نفس هذا الشهر”.
وأشار إلى أنه “ليس من المستغرب أن نشهد زيادة في الحالات في الأيام القليلة القادمة حيث يشكل هذا الوضع جزءا من دورة تطور الفيروس”.
ونبه إلى أن “ب.أ5 سلالة فرعية ناتجة عن طفرات طرأت على السلالة المتحورة أومكرون والتي يبدو أنها تتطور بشكل أكبر بواسطة آلية الهروب المناعي، لديها معدل انتقال أعلى من سابقاتها”.
وتتمثل العلامات السريرية الأكثر شيوعًا التي تم تسجيلها في حالة الإصابة بهذه السلالة في التعب والسعال والحمى والتهاب الحلق والصداع مع استمرار الأعراض مدة أطول يمكن أن تستغرق من 7 إلى 10 أيام.
وأكد المصدر ذاته أن “الأشخاص المصابين بالسلالات الفرعية السابقة لأومكرون ب.أ1 وب.أ2 يمكن أن يصابوا مرة ثانية بالسلالة الفرعية ب.أ5”.
فلة سلطاني