الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / تدشين معبر مصطفى بن بولعيد بتندوف قريبا: المعابر الحدودية.. منافذ لتعزيز قدرات الإقتصاد الوطني

تدشين معبر مصطفى بن بولعيد بتندوف قريبا: المعابر الحدودية.. منافذ لتعزيز قدرات الإقتصاد الوطني


من المقرر أن يفتتح المعبر الحدودي مصطفى بن بولعيد بتندوف قريبا، والذي يربط بين الجزائر وموريتانيا، وهو أحد المعابر التي تعول عليها الجزائر لتنفيذ الإستراتيجية المتعلقة بولوج أسواق غرب إفريقيا وأسواق القارة عموما، ويؤكد خبراء على الأهمية البالغة لهذا المعبر ولمختلف المعابر الحدودية الأخرى، لما لها من دور كبير في تنشيط العلاقات التجارية بين الجزائر ودول الجوار وتنشيط “اقصاد المعابر” الذي يعد من أهم أنواع الاقتصادات.
سعت الحكومة إلى تسريع وتيرة إنجاز المسالك المساعدة بغرض تسهيل التبادلات التجارية بين الجزائر ودول القارة الإفريقية، وعملت لهذا على إنجاز العديد من المعابر الحدودية، ومنها المعبر البري بين الجزائر وموريتانيا “مصطفى بن بولعيد”، وهو المعبر الذي ينتظر أن يساهم في رفع صادرات الجزائر نحو موريتانيا ودول غرب إفريقيا.
ومن شأن المعابر الحدودية تسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع، وهذا بدوره يساعد على تعميق العلاقات التجارية بين الجزائر ودول الجوار، ومنها مع دول إفريقية.
وتعمل المعابر الحدودية في الجنوب بالخصوص، على تنشيط هذه الحركية في المناطق الداخلية والجنوبية ومع الدول المجاورة، كما أن تكلفة نقل السلع للدول المجاورة عبر هذه المعابر تكون أقل من نقلها نحو الشمال لربطها بالمواني أو المطارات ما يجعلها طريقة مثلى للتجارة.
ويعد معبر بن بولعيد بتندوف، بالتحديد ذا أهمية كبيرة بالنسبة للجزائر، بالنظر للتوجه الجديد لسياستها الاقتصادية والرامي إلى خلق المزيد من التعاون التجاري مع الدول الإفريقية، وتسويق المنتجات الوطنية بهذه الدول، وقد تم اختيار موريتانيا والسنغال مؤخرا لإقامة معرضين دائمين للمنتجات الجزائرية بالعاصمتين نواكشوط وداكار، كما تم فتح بنكيين جزائريين بهذين البلدين، وهذا بهدف تسهيل المبادلات التجارية والمعاملات المالية للمتعاملين الإقتصاديين والمصدرين الجزائريين.
وبحسب خبراء فإن فتح معبر بن بولعيد، سيساهم في تحقيق المعادلة التجارية التي تسعى إليها الجزائر، وهي التوغل في أسواق دول غرب إفريقيا، وبعدها الدول الإفريقية الأخرى، وولوج المنتوج الجزائري إلى مختلف الدول الإفريقية.
كما أن لهذه المعابر الحدودية فوائد كثيرة تعود على المناطق الموجودة بها، إذ تسهم في تنشيط التنمية بها عبر الحركية التي تخلقها حركة تنقل الأشخاص والبضائع، وهو ما يدعو حسب خبراء إلى ضرورة الإبقاء والعمل على تطوير هذه المعابر وعلى فتح أخرى ليس فقط بهدف توسيع التجارة والمبادلات التجارية مع دول الجوار، إنما أيضا من أجل تطوير المناطق الجنوبية وتحفيزها على إقامة مصانع واستثمارات بها.
 
الخبير الاقتصادي مراد كواشي:
“إقتصاد المعابر يساهم بشكل كبير في تنشيط العلاقات التجارية بين الجزائر ودول الجوار”
قال أستاذ الاقتصاد بجامعة أم البواقي، مراد كواشي، إن فتح معبر بن بولعيد بتندوف مهم للغاية كون فتح مثل هذه المعابر يدخل فيما يعرف في الاقتصاد بـ “اقتصاد المعابر”، وهو نوع من الاقتصاد تعتمد عليه أكبر الدول المتطورة.
وأوضح كواشي في تصريح لـ”الجزائر”، أن فتح هذا المعبر جاء استكمالا لإستراتيجية واضحة وضعتها الدولة وركزت عليها منذ سنتين تقريبا، فبعد العديد من الخطوات السابقة كفتح طريق الزويرات الذي يربط بين الجزائر وموريتانيا، وفتح فروع للبنوك العمومية بكل من موريتانيا والسنيغال، وتنظيم معارض دائمة في عدد من الدول الإفريقية كموريتانيا والسنغال، وكذا رفع عدد الرحلات بين الجزائر والدول الإفريقية خاصة غرب إفريقيا-سنغال وموريتانيا- جاء معبر بن بولعيد كخطوة أخيرة في بناء اقتصاد المعابر عن طريق هذا المعبر.
وأكد كواشي أن الجزائر متجهة بقوة نحو القارة الإفريقية، لأن السوق الإفريقية واعدة جدا، وبها أكثر من 1 مليار و200 مليون نسمة، والجزائر كخطوة أولى، تتجه نحو منطقة غرب إفريقيا خاصة موريتانيا والسنغال، كون هذه الدول تتشارك مع الجزائر في العديد من الخصائص أهمها الخصائص الثقافية والدينية وتشابه العادات ومنها العادات الاستهلاكية.
ويرى الخبير الاقتصادي أن فتح المعبر سيكون له أهمية بالغة سواء من الناحية الاقتصادية وحتى الاجتماعية، إذ ينتظر أن يرتفع حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا ومنها نحو دول غرب إفريقيا، حيث ستكون موريتانيا كمنصة لتسويق المنتجات الجزائرية نحو هذه الدول الإفريقية، فالجزائر لا تستهدف السوق الموريتانية فحسب إنما هدفها أوسع وهو أسواق الدول الأخرى من القارة، وخاصة سوق غرب إفريقيا.
 ويرى أستاذ الاقتصاد أنه سيكون هنالك تنشيط للعلاقات التجارية بين الجزائر وهذه المنطقة، وقد يرافقها تنشيط للحركة السياحية، ومنها السياحة الدينية، حيث يوجد العديد من المواطنين السنيغاليين الذين يرغبون في زيارة زوايا بالجنوب الجزائري.
 ويعتقد كواشي أن أهمية المعبر قد تبرز أكثر بعد المراحل المتقدمة من استغلال غار جبيلات، إذ قد يكون منفذا لتصدير المنتجات الحديدية الجزائرية انطلاقا من منجم غار جبيلات.
للتذكير، كان وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، قد أكد خلال زيارة لولاية تندوف الخميس الماضي، فتح المعبر البري الحدودي “الشهيد مصطفى بن بولعيد” بين الجزائر وموريتانيا سيكون قريبا جدا .
هذا وقد اطلع الوزير على مدى تقدم الأشغال بالمعبر البري والوقوف على تحديد معالم المنطقة الحرة بتندوف التي هي من أصل خمس مناطق حرة للتبادل التجاري التي تقرر استحداثها بجنوب الوطن في كل من تين زاوتين وتيمياوين وبرج باجي مختار والدبداب.
وقال زيتوني بأن “المعبر البري الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد أصبح جاهزا للدخول حيز الخدمة”، مبرزا في ذات الوقت أن حجم التبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا الشقيقة يعرف “تناميا مستمرا”.
وأوضح الوزير بأن “المعبر سيمنح قيمة مضافة ويعطي انطلاقة حقيقية للتبادلات التجارية مع موريتانيا وسيكون بوابة نحو كافة دول المنطقة التي تشهد حجما كبيرا من حيث نشاطات الإستيراد والتصدير”، وأكد أن هذه الحركية التجارية ستتعزز بهذه المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي، والتي ستعطي بدورها قيمة مضافة ودفعا قويا للتبادلات التجارية.
وقد رصد لإنجاز المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد غلاف مالي يفوق 5ر3 مليار دج، ويسجل نسبة تقدم في الأشغال تفوق 60ر90 بالمائة.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super