جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
صدر عن دار خيال للنشر والترجمة ديوان “أزار العراء” للشاعرة غنية سيليني، عمل يقع في89 صفحة من القطع المتوسط ويجمع 22 نصا شعريا متنوعا من حيث الموضوع والرؤية، حسب ماكشفت عنه ذات الشاعرة في تصريح لجريدة “الجزائر”.
وتكتب سيلني –حسبما جاء في مقدمة الكتاب-، منطلقة من بحثها عن لحظات الشغف بالإنسان، بالحب، بالجمال وبكل مايمكنه أن يصنع حالة شعرية تدفعها للكتابة عميقا، حيث تتمشى داخل نفسية الإنسان مترصدة خلجاته المتفرقة، وداخل هذه الخلجات تبحث الشاعرة عن التماهي مع المشترك البشري، أي مايهم المتلقي الباحث عن منفذ داخل الشعر هربا من واقع ليس شعريا دوما.
“في أزراء العراء” حسب الكاتب محمد رفيق طيبي، تكتشف توجهات جديدة لغنية سيليني، حيث تستثمر قدراتها في القصيدة العمودية وتدافع عنها باختيارها كلون شعري تسعى من خلاله لقول كل شيء ودفعة واحدة مما يجعلنا نتجاوز آليا كل الانتقادات التي تتهم هذا اللون بالتضييق على الروح الشاعرة، فبنصوص سيليني المتمسكة بالقواعد الأصيلة لكتابة الشعر والتي لم تمنعها من تفجير النص من الداخل وسحب المتلقي نحو جولة شعرية حضرت فيها خصوصيات القصيدة المؤسَسة على الوزن والقافية وغيرها من القواعد المطبقة بصرامة شديدة في نفس الوقت تتمازج الصرامة الشكلية مع الارتخاء اللغوي والشعري بحثا عن معانقة كل ما يمكن أن يصنع لحظة شعرية.
وتنوعت عناوين الشاعرة (رائحة المساء، تدحرج الوقت، صفعة على قفى النشيد) وغيرها، فنجد مطلع قصيدة النرد : الليل أحجية بل خطني تيها/ من نقطة عادة في السطر أنفيها/ من أخبر النرد أنّ الوقت أرملة ؟ شك وعنها يموت الصبر لا فيها. يتجلى من خلال هذا النموذج الإقحام الفني للروح الحداثية ضمن النص الكلاسيكي الذي يقوم على قواعد تقليدية، ومن هذه الزاوية يمكن القول أن سيليني تجرب وصفات جديدة وغير متعودة خاصة في الفضاء الجزائري الذي يعيش ترددا شعريا مزمنا
جدير بالذكر إلى أن كتاب “أزرار العراء” نزل إلى الأسواق مطلع شهر أفريل الجاري، وسيتوفر بالمكتبات تدريجيا كما تلتقي الشاعرة بالجمهور الواسع خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب 2019.
ص ك