الأحد , أبريل 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة: الفنان الجزائري لخضر خلفاوي

مساهمة الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة: الفنان الجزائري لخضر خلفاوي

الفن هو طريقة التعبير عن الذات والمشاعر بدون كلمات، هو لغة الإحساس، مفردات هذه اللغة هي الألوان والأشكال يعبر فيها الفنان عن انعكاس الواقع على ذاته فتكون اللوحة الفنية المرآة الابداعية لذلك الانعكاس. من أهم وأجمل أنواع الفنون هو الفن التشكيلي، ويطلق هذا المصطلح على كل أنواع الإبداعات التي تُرى بالعين وتحول فيها المواد الأولية إلى أشكال جميلة تحفز المشاعر، وتقوم هذه القطع الفنية بتحفيز مشاعر إيجابية أو سلبية لدى الشخص الناظر إليها.

الفنان التشكيلي لخضر خلفاوي يجعلك تشعر أمام أعماله بأنك جزء من اللوحة تتدفق أحاسيسك بمشاعر خاصة مع كل تفاصيلها في اللون والملمس، وفي انسياب الماء وتمايل الشجر، ورفرفة الطير، فأنت إذن في رحاب مبدع

ساحر فهم الطبيعة وتفهمها، فتخلى عن قوانين الرسم السابقة، فصاغ طريقة جديدة في الرسم، تحفز على التفكير وتلهب المخيلة بإحساس فريد ورؤية خلاقة…

اعتمد أسلوبا كان معروفاً من قبل (الإنطباعية) و لكنه اضاف له بعدا تعبيريا، باستخدامه للألوان المشرقة، مع كثير من الضوء والظلال المختلفة على سطح المشهد، ما يشبه اللمحة المتدفقة من الخيال أو الوهم.

تبعت طريقة الفنان خلفاوي الجديدة في الرسم نمط جديد من الرؤية، إذ همه الرئيس تسجيل الانطباع البصري و النفسي، كما تحسه العين مادياً وآنياً و يقع في الحس النفسي العميق. غير مكترث بالنظم المتعارف عليها في الاتجاه الانطباعي المعهود، وهي التي لا ترى في الطبيعة سوى تبدلاتها بحسب الضوء والمناخ والفصل والساعة، وتقوم على رفض القانون الوضعي الذي جاء نتيجة ممارسة الأعمال الفنيّة التقليديّة.

ذلك لم يعد الفنان خلفاوي يصوّر الأشياء استناداً إلى ما لديه من معرفة بها، أو ما اكتسبه من خبرة عنها، وإنما يصوّر ما يراه و ما يقع في احساسه النفسي، وبسرعة كي يتمكن من تسجيل معالم الطبيعة الأكثر دقة وشفافية، والأسرع زوالاً، أي اللحظة العابرة لحاضر عابر، كما يحسها الفنان الذي كان يرى أن الفن ليس حالة ذهنيّة و بصرية فقط، وإنما يكمن في العفويّة والإحساسات النفسية المباشرة التي تنتابه أثناء قيامه بفعل الإبداع ويقوم بنقلها إلى اللوحة بأمانة.

خلفاوي من الذين فتحوا عيونهم على اللون السحري للضوء والماء، من مميزات فنه إهمال المواضيع الفلسفية، وتسجيل اللحظة العابرة والانطباع السريع، والاعتماد الكبير على تعبيرية الألوان، وخاصة رسم أجواء خارج المرسم والتخلص من الألوان الغامقة، الأسود ودرجات البني ورسم الظلال بشكل شفاف. والضوء هو مصدر الألوان، توجد بوجوده وتختفي باختفائه. ولذا فقد انبهر بالضوء، وبلغ عشقه له حدا كبيرا لدرجة أن صاغ بعض أعماله الفنية على شكل رعشات ضوئية لونية متناثرة في أرجاء اللوحة. وحدا الإعجاب بالضوء على تصوير الموضوع الواحد عدة مرات وفي فترات مختلفة من النهار، لإظهار اختلاف الرعشات اللونية والضوئية بين فترة وأخرى ومدى تأثيرها على أحاسيس الفنان ومشاعره وعواطفه ورؤاه. يعتبر الفنان خلفاوي الفن صوتا معبرا عن مشاعره الدفينة، الفكرة القائلة: علينا أن لا نفقد ابدأ الإنطباع الأول الذي يحركنا.. نخضع للانطباع الأول! إن كنا حقا قد تأثرنا فالصدق في أحاسيسنا سينتقل بدوره إلى الآخرين.

لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام و نحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة،  حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة  الريشة على  يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس ما رتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج  الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر اعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي  بالجزائر العاصمة.

        

الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super