الجمعة , أبريل 26 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / شيعت جنازة الفقيدة بمقبرة العالية بالعاصمة: فريدة صابونجي… الــوداع الأخــير لأيـقونة الــفن الـجزائري

شيعت جنازة الفقيدة بمقبرة العالية بالعاصمة: فريدة صابونجي… الــوداع الأخــير لأيـقونة الــفن الـجزائري

 

شيّع أول أمس بمقبرة العالية بالعاصمة، جنازة أيقونة الفن الجزائري فريدة صابونجي، التي وافتها المنية عن عمر ناهز 92 سنة بعد معاناتها من أزمة صحية، حيث حضر الجنازة مسؤولون في الدولة على غرار: وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة –الذي ألقى كلمة تأبينية”، مستشار رئاسة الجمهورية، وعدد من أهل الفن والثقافة.

… سبعة عقود من التألق وتكريم بوسام الاستحقاق الوطني من مصف “جدير”:

ولدت فريدة صابونجي بتاريخ 10 أوت 1930 بحي الدويرات العتيق بالبليدة، المدينة التي أنجبت العديد من كبار الفن في الجزائر، حيث تعد من رواد الفن في الجزائر تألقت على مدار سبعة عقود في أعمال خالدة في المسرح والسينما والتلفزيون.

دخلت الفقيدة، المسرح الإذاعي في سن مبكرة جدا بدعم من المسرحي الراحل محي الدين بشطارزي، حيث كان عمرها آنذاك لا يتجاوز 13 عاما ووقفت على الركح إلى جانب كبار الفنانين على غرار بشطارزي وأحمد عياد (رويشد) ومحمد التوري وكلثوم ونورية، لتقدم في الخمسينيات العديد من الأعمال والأدوار وخصوصا في المسرح الكلاسيكي بالمسرح الوطني الذي كان يعرف بـ “الأوبرا” على غرار “عطيل” و”أوتيفون” و”تارتيف” و”قناع الجحيم” و”الدنجوان” والعشرات غيرها من الكلاسيكيات.

وشاركت صابونجي أيضا في العديد من الأعمال السينمائية الرائعة التي لا تزال راسخة لدى الجمهور ولعل أشهرها “خوذ ما اعطاك الله” للمخرج حاج رحيم وهو عمل اجتماعي كوميدي شارك فيه كبار الفنانين في الجزائر على غرار نورية وفتيحة بربار ووردية ومصطفى العنقا وحسان الحساني، كما مثلت أيضا في فيلم “ميدالية لحسان” أو “البوابون” لحاج رحيم والمقتبس عن مسرحية “البوابون” إلى جانب سيد علي كويرات ورويشد ويحي بن مبروك ومصطفى برور وآخرين، بالإضافة إلى “باب الواب” لمرزاق علواش و”الآن بإمكانهم المجيء” لسالم الابراهيمي.

وفي التلفزيون برزت الفنانة في الكثير من المسلسلات، أبرزها: “كيد الزمن” (1999) للمخرج الراحل جمال فزاز و”المصير” (1989) لنفس المخرج أين أدت فيهما وبنجاح كبير دور المرأة الأرستقراطية المتغطرسة، إلى جانب السكاتش الفكاهي الرائع “العروسة والعجوزة” رفقة نورية، بينما كان آخر مسلسلاتها “دار البهجة” إلى جانب بيونة وآخرين، كما مثلت الراحلة في الفيلم التلفزيوني “ضياف بلا عرضة” للمخرج الراحل محمد حلمي والذي شاركت فيه إلى جانب كبار الفن في الجزائر على غرار: محمد حلمي وعمر قندوز وصالح أوقروت وأنيسة وعبد الحميد رابية.

ارتبطت الفنانة بأداء أدوار المرأة البرجوازية والسيدة العاصمية ذات الشخصية القوية، وقد تميزت بإبداعها الكبير وشخصيتها الفنية وحضورها الطاغي الذي جعلها واحدة من عمالقة الفن في الجزائر.

وتمّ تكريم صابونجي في 2017 بوسام الاستحقاق الوطني من مصف “جدير”، إضافة إلى تكريمات أخرى على مر مسارها الفني الطويل، وهذا اعترافا بالموهبة الكبيرة والمسيرة الحافلة لهذه الشخصية البارزة في الفن الجزائري والتي كرّست حياتها ومسيرتها خدمة للثقافة الجزائرية.

 

الساحة الفنية والثقافية تنعي الراحلة وتعتبرها قامة فنية متفردة:

ونعى أهل الفن والثقافة الفنانة الراحلة حيث قال الفنان جمال قرمي بأن الساحة الفنية فقدت قامة من قامات الفن الرابع والسابع فريدة صابونجي، مضيفا أن الجميع يذكر صدى صيحاتها في المسرحيات التي قدمتها حركاتها المرتبة باعتناء، شموخها وهي تعتلي الركح وابتسامتها التي تأتي في الوقت المناسب.

من جانبه، قال الفنان والدكتور الحبيب بوخليفة أن الراحلة فريدة صابونجي فنانة وممثلة سينمائية ومسرحية جزائرية، من مواليد الثلاثينيات بحي الدويرات مدينة البليدة، اشتهرت بأداء أدوار المرأة الغنية والمتغطرسة الشخصية، القاسية القلب أحيانا، كما أنها صاحبة شخصية قوية والتي تميزت بالتسلط في تمثيلها للشخصية الغنية السيدة. انها متواضعة و بسيطية في الحياة تماما. انها اجتماعية السلوك بطيبتها مع كل من اقترب منها.

وعلق الكاتب والروائي الحبيب السايح على رحيل الأيقونة، بأنه وفاة الفنانة الكبيرة، السيدة الأنيقة فريدة صابونجي. معربا عن احترامه لراحلة  قلبا وروحا، التي أعطت المسرح والتلفزيون الجزائريين، كما السينما، أجمل الحركة واللغة والسخاء والنبل والزهد؛ فلم تنزل يوما بفنها إلى سوق الرداءة المستشرية ولا ساومت على شرف التمثيل!

المدير السابق للتلفزيون حمراوي حبيب شوقي علق قائلا: “لفريدة في الإبداع وجمال الروح والأخلاق، فريدة صابونجي تنتقل إلى الأخرى موسّمة بتاريخ حافل من المسرح والتلفزيون والسينما أوسمة يعترف لجلال صاحبتها بأرقي الأداءات والأدوار، سنفتقد كثيرا إشراقتك. إطلالتك، بسمتك، وكثيرا، لصوتك ونبرتك المتفردة…”.

أما الفنانة نضال الجزائري، فقالت أن فريدة صابونجي تفارقنا إلى الأبد تاركة وراءها تاريخا فنيا  تتقاسمه الخشبة والسينما والدراما والإذاعة ومسيرة إنسانية راقية تقتدي بها المواهب الشابة.

 

كبار المسؤولين في الدولة يعزون عائلة الراحلة والأسرة الفنية والثقافية:

مباشرة بعد انتشار خبر وفاة فريدة صابونجي، قدم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين في الدولة الجزائرية تعازيهم لعائلة الفنانة والأسرة الفنية عموما، كما أشادوا بالمسيرة الحافلة لها، فبعد الرئيس، عزى كل من رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وكذا وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، فضلا التعازي التي قدمتها المؤسسات الثقافية والفنية على غرار: الديوان الوطني للثقافة والإعلام، المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة “لوندا”…إلخ.

 

صبرينة ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super