جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
خصص الكاتب والفنان الشعبي عبد القادر بن دعماش نصيبا لفقيد أغنية الشعبي اعمر الزاهي، بإصدار كتاب موسوم “الشيخ اعمر الزاهي رائد الجيل الجديد لأغنية الشعبي”، والصادر عن منشورات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية “ليناغ”.
الإصدار عبارة عن بورتري مفصل عن العلاقة الاستثنائية لــ “عميمر” مع فن الشعبي وعشاقه وأبناء حيه العتيق، حيث تناول الكاتب من خلاله إلى أهم المحطات التي ميزت مسار هذا الفنان الموهوب الذي استطاع بتواضعه وبساطته وحبه للناس أن يكسب مكانة استثنائية فنيا وفي قلوب الناس، وقد حضر في فعاليات الطبعة الدولي للكتاب في طبعته الخامسة والعشرين.
وتناول بن دعماش في أربعة فصول حياة و مسار الفنان و ظهور ميوله للغناء وخطواته الأولى مع عالم الطرب والموسيقى كما تطرق لعلاقاته مع فنانين تركوا بصماتهم في سجل هذا اللون الغنائي في مقدمتهم بوجمعة العنقيس وكاتب الأغاني و الملحن محبوب سفر باتي. كما عشق الفنان لآلة الماندول، كما تحدث أيضا عن أول ظهوره للزاهي على الخشبة خلال مهرجان الأغنية الشعبية المخصص لاكتشاف المواهب الشابة وذلك في 1965. و شجعه تتويجه في هذه الفعالية الفنية حسبه على المضي في الغناء ليصبح لاحقا علامة فارقة في عالم الأغنية الشعبية مشيرا إلى تفتحه على الموسيقى العالمية حيث كان يحسن العزف على عدة آلات.
وتطرق عبد القادر بن دعماش إلى ابتعاد الفنان خلال مسيرته عن الساحة عدة مرات أولها في 1980 لمدة سبع سنوات، ثم عاد في 1987 قبل أن ينسحب نهائيا ويكتفي بالظهور في الأفراح العائلية، كما استعرض شهادات الفنانين الكبار والعارفين بهذا الفن العريق الذي أجمعوا كلهم على أن اعمر الزاهي يعد ظاهرة في وسط الأغنية الشعبية التي أعطاها بعدا جماليا وروحانيا في الأداء والتفاعل مع الأشعار.
يذكر أن اعمر الزاهي عاش حياة زهيدة، لم يكن متزوجا ولم يكن له أطفال، توفي الزاهي في 30 نوفمبر 2016، بعد وفاته، زار عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري منزله، حيث أقيمت جنازته في مسجد في اليوم التالي وذلك في 1 ديسمبر 2016، ودفن في مقبرة القطار بالجزائر العاصمة.
صبرينة ك